خارطة «إف. بي. آي.»/ «سي. آي. إيه» فقط
بقلم :علي حتر
وصل إلى عدد من نشطاء العمل الوطني، وأنا أحدهم، بريد إلكتروني (إيميل) من مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي موقع من شخص اسمه
ستيفن أليسون، وعنوانه في مكاتب «إف.
بي. آي.»
في واشنطن دي.سي. (العنوان
والاسم موجودان في الإيميل).
وفي هذا الإيميل يبدو أن أمريكا لا تكتفي بإخضاع الحكومات فقط، بل
تنتقل إلى مرحلة إخضاع عقول الأفراد بالتحكم عن بعد (بالريموت
كونترول)..
ولا ننسى فكرة قصف «الجزيرة»
قبل أيام التي تؤكد هذا التوجه لدى الإدارة الأمريكية..
«كاوبوي»..
«إنترنت بوي».. «إف.بي.آي. بوي»، «سي.آي.إيه.
بوي»، «احتلال بوي»، «نهب
النفط بوي»، «أبو غريب بوي»،
«خصخصة بوي»، «عولمة بوي».. «فلوجة بوي»، «جنين بوي»، «أسلحة فوسفورية بوي».. «ماكدونالد بوي»، «كوكا بوي»، إلخ..
حتى لو أصبحت (كل
الأرض بوي)، وملكت صهوات كل جياد
العالم بالجيوش..
فإنك لن تملكي عقول الأفراد يا أمريكا ولا قلوبهم..
يحذرنا «إف.بي.آي»
في البريد الإلكتروني، من الدخول إلى مواقع يعتبرها محظورة!!
طبعا لم يقولوا أي مواقع.. ولم ينشروا في
إعلامهم وإعلام عملائهم في العالم قائمة بالمواقع التي يعتبرونها محظورة.. لأنهم
يعرفون تماما أنهم لو نشروا تلك القائمة لأصبحت مزارا للعالم بأجمعه،
هذا العالم الذي أوصلته الممارسات الأمريكية إلى حد الكراهية المطلقة لتلك الدولة..
ونقلت الخلافات معها من مرحلة الخلافات السياسية إلى
مرحلة العداء والحقد المطلق تجاه كل ما هو أمريكي حتى الدواء.. الذي رفضه أطباء
فلسطين خلال مذبحة جنين لأنه أمريكي، رغم حاجتهم إليه في ظروف تلك المذبحة الأمريكو صهيونية..
لكن قادة الإدارة
الأمريكية مع ذلك يتصيدون في الماء العكر.. لعل الناس يخافون..
الخوف.. نعم هو الخوف.. حتى عملاؤهم
وهم معروفون لدى الجميع، لا يدافعون عن السياسات الأمريكية بسبب القناعة.. بل
يقولون إنهم يفعلون ما يفعلون لخدمتها بسبب الخوف منها.. وليس بسبب العطايا والرشوات فقط.!!
ومن اختاروا طريق الوطن.. وطريق فضح الممارسات
الأمريكية، لا يخافون مهما كانت النتائج..
نحن ندرك أن أمريكا
تدير شبكة الإنترنت في العالم.. ولكن يبدو أن هناك عقول
في العالم تمكنت من تجاوز القدرة الأمريكية على السيطرة.. وتمكنت
من إيجاد مواقع لها في قلب الحصار الأمريكي العفن الذي يريد أن يكون أوحد في هذا
العالم..
ومن الطبيعي للناشط
في العمل الوطني أن يحاول الوصول إلى المعلومة من مصادرها، خصوصا إذا كان الإعلام
الأمريكي وإعلام التابعين له موجها خاضعا للسيد ستيفن أليسون
وأسياده..
وليس من حق أمريكا أن تحدد المحظور والشرعي.. فمقاييسها أثبتت عدم
أخلاقيتها في أبو غريب وفي تفكيرها بقصف «الجزيرة» وفي دعمها لحكومات التبعية
القمعية في العالم.. وفي سجون الداخلية العراقية.. وفي غوانتانامو،
وفي كل زنازين المخابرات التابعة لها في العالم..
لقد جعلت أمريكا كوفي
عنان وأتباعها المنتشرين في العالم يتكلمون كثيرا عن الشرعية حتى «عهروها».. ولكنها تعرف تماما أن ما
يدافع عنه هؤلاء، ليس هو ما تعتبره الشعوب شرعيا وما يعتبره هؤلاء محظورا، ليس هو
ما تعتبره الشعوب محظورا..
أقول ذلك، رغم أنني
حتى هذه اللحظة، لا أعرف المواقع التي يحاول «إف.بي.آي.» حظرها
علي وعلى غيري.. ويقول إنه وجد ما يثبت دخولي إليها..
أيها السيد أليسون:
سيطرتم على الأرض
والمال والحكومات في بلادنا.. فاتركوا عقولنا حرة..
نحن لا نستجدي ذلك منكم.. لكننا
نقول لكم إننا لن نسمح لكم أن تسيطروا على ما تبقى لنا من إنسانيتنا.. وهو ما
يميزنا عنكم رغم قوتكم.. إنه العقل الحر الذي يحب الإنسانية وفقراءها.. ويريدها حرة مستقلة بلا ظلم ولا نهب ولا احتلال ولا خضوع،
ونحن لن نسمح لهذا
العقل أن يعمل بالريموت من مكاتب «إف.
بي. آي.»
أو «سي. آي. إيه.» أو الموساد..
مهما كان الثمن..!.