وجهان للبابا شنودة
بقلم :
زينب عبد العزيز
نعم ، وجهان للبابا شنودة
وليغضب من يشاء.. فمن يحتل مثل هذا المنصب القيادى الذى هو فى عرف الكنيسة و الأتباع
و المعلومات العامة أنه يمثل " مندوب الله على الأرض" ، فإن أول ما يجب
أن يتصف به هو العدل . لأن العدل أساس لكل الأديان و الأعراف . و تعامل البابا مع
الأحداث العامة التى تمس كل المواطنين لا تمت إلى العدل
بصلة ، بل لا تمت إلى الحياد و الأمانة الموضوعية بأية صلة .
فعندما أسلمت وفاء قسطنطين ، اندلع غضب الكنيسة وحرّكت الشباب التابع لها
واندلعت المظاهرات و تم الإعتداء على رجال أمن الدولة و
اعتكف البابا معلنا غضبه و اعتصامه لكى تتم إعادتها، و
اجبر رموز الدولة و الأزهر و سلطات امن الدولة على إعادتها حفاظا على الوحدة الوطنية .. بل و أجبر
المسلمون بذلك لا على المهانة فحسب ، و انما اجبرهم على المساس بدينهم و الخروج عن تعاليمه ، فالإسلام
يحتّم على المسلمين حماية من يلجأ إليه ، وهذا نص قرآنى
، كان لزاما على البابا أن يراعى تعاليمه و يراعى شعور المسلمين ، فوفاء قسطنطين ، و أيا كان وضعها الإجتماعى
، فهى مجرد مواطنة ، مواطنة لها الحق فى الإختيار.
وحينما وقعت أحداث الإسكندرية
، لسبب أقل ما يوصف به أنه " غير أخلاقى و تعصب أعمى" ، لأن الذى
تم هو سبّ نبى الإسلام عليه الصلاة و السلام ، وتم سبّ
الإسلام و المسلمين. فكان أقل ما يجب عمله هو أن يعتذر البابا شنودة عن سوء تصرف
المؤسسة التابعة له و التى احتضنت هذه المهزلة و سمحت
بعرضها بين جدرانها – وهى جدران المفترض فيها أنها قاصرة على العبادة و ليس على
إشعال الفتن . لكن ما طالعناه فى الصحف ، بدلا من الإعتذار ، هو تصريح من أحد كبار القساوسة الذى أعلن فيه : "ان البابا
لا يمكن أن يعتذر لكى لا تعد سابقة بالنسبة للمسلمين
كلما وقعت حادثة يطالبونه بالاعتذار " !.
لا يا سيادة البابا ، ان هذا الموقف غير الأمين فى
التعامل مع الأحداث يمس الأمانة التى تمثلها ، ولا نرضى
منك ولا نرضى لك أن تكون بوجهين فى
التعامل مع الأحداث العامة ، فقد أهنت الإسلام و المسلمين مرتين ، لا فى مصر وحدها و لكن على مرأى و مسمع من العالم اجمع – الذى تناقلت كل دولة فيه الأحداث على هواها..
وبعد طول هذا الصمت المهين و
الإصرار عليه ، لم يعد الإعتذار كافيا و انما التنحى عن مثل هذا المنصب الذى يفترض فى من يتقلدة العدل و الأمانة الموضوعية.