أقر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي بفشل البنتاجون في الحرب
الإعلامية ضد تنظيم القاعدة، مرجعا ذلك إلى شعور العسكريين الأمريكيين بأنهم
مقيدون إلى حد ما بسبب الخوف من انتقاد وسائل الإعلام الأمريكية.
ونقلت وكالة رويترز
قول رامسفيلد: إن وزارة الدفاع لم تكن ناجحة في الحرب
الإعلامية ضد أعداء مثل تنظيم القاعدة.
وأردف: إن "هذا
مجال لم نبل فيه بلاء حسنا.. نعرف أننا لم نؤد بشكل طيب". في إشارة إلى
العمليات الإعلامية والحرب النفسية التي استهدفت الشعوب والأعداء الأجانب.
وأضاف:
"كيف نستطيع المنافسة في هذا الصراع بوسيلة يمكن أن تواجه قدرة العدو على
الكذب، وهو ما لا نستطيع أن نفعله، بالإضافة إلى قدرة العدو على ألا يكون لديه إعلام
حر ينتقده.. إنكم لا ترون كثيرا ينتقدونهم".
وقال الوزير الأمريكي: "إننا لن نخسر
حروبًا أو معارك هناك. المكان
الوحيد الذي يمكن أن نخسر فيه إذا فقد البلد (الولايات المتحدة) إرادته. والعامل
الحاسم في ذلك ما ينشر في أجهزة الإعلام".
وأردف: "إن
الإرهابيين لديهم لجان إعلامية وهم يخططون لها. وهم يتلاعبون ويستطيعون
التأثير على ما تنقله أجهزة الإعلام عبر العالم. وهم يفعلون ذلك بنجاح جدا. إنهم
بارعون في ذلك".
وعزا فشل البنتاجون إعلاميا إلى "أن خطر
التعرض لانتقادات في أجهزة الإعلام الأمريكية له تأثير كبير على الجيش الأمريكي".
ولفت إلى أن أفراد القوات المسلحة يقولون:
"إذا فعلت أي شيء في هذا المجال فإنك سوف تعاقب؛ لأنه توجد صحافة سيئة وأنباء
سيئة، وبعضهم لا يحب ذلك، وهناك جلسات استماع في الكونجرس.. والصحيفة نشرت ذلك (جلسات الاستماع) في الصفحة الأولى؛ لأن الأمر يتعلق بالإعلام،
والإعلام يحب أن يكتب".
وتأتي تصريحات رامسفيلد
بعد تصريح وثيقة وقع عليها ونشرت الأسبوع الماضي بأن المعلومات التي ينشرها
البنتاجون للتأثير على المتلقين الأجانب تتسرب عائدة إلى الداخل على نحو متزايد
"ويستهلكها مستمعونا المحليون".
يشار إلى أنه يحظر على
وزارة الدفاع الأمريكية استهداف الأمريكيين بمثل هذه "العمليات
النفسية".
وقالت البنتاجون: إن هذه المعلومات التي تنشر في
إطار "العمليات النفسية" موثوق فيها. بيد أن
منظمة الأبحاث التي حصلت على الوثيقة من خلال قانون حرية الإعلام وصفتها بأنها
دعاية بثت للخارج وعادت على نحو يتعذر تفاديه إلى الولايات المتحدة مرة أخرى.
ويدلل مراقبون على التأثير الإعلامي الكبير
لتنظيم القاعدة على الشعب الأمريكي بنصيحة زعيم التنظيم أسامة بن لادن للأمريكيين
خلال تسجيل مصور بثته الجزيرة في 19-1-2006 بقراءة كتاب "الدولة
المارقة".
ويقول المراقبون: إن مبيعات الكتاب -الذي أصدره
الدبلوماسي الأمريكي السابق وأدان فيه التدخلات الأمريكية في مناطق عدة بالعالم
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945- حققت قفزة هائلة بعد خطاب بن لادن.
وصعد الكتاب إلى قمة قائمة موقع "أمازون
دوت كوم" لبيع الكتب على الإنترنت، ليحتل المرتبة رقم 30 بعدما كان في
المرتبة 209000 قبل بث الخطاب.
وتشهد
الولايات المتحدة حاليا مناقشات حول ما هو المسموح للحكومة الأمريكية أن تفعله
لنشر رسائلها للمستمعين الأجانب في أثناء خوضها حروبا في العراق وأفغانستان، وفيما
تصفه بحرب عالمية على الإرهاب.
وتجري القيادة العسكرية الأمريكية في العراق
تحقيقا في برنامج عسكري كشفت عنه صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"
في نهاية نوفمبر 2005 حول دفع الجيش الأمريكي أموالا إلى بعض الصحف العراقية لنشر
مقالات مؤيدة للأمريكيين.
وكانت
البنتاجون قد أغلقت في عام 2002 مكتب التأثير الإستراتيجي التابع لها بعد تقارير
قالت: إنه خطط لبث تقارير إخبارية كاذبة في أجهزة الإعلام الأجنبية