قراءة في الصحف العبرية
موفاز يؤيد إخلاء بعض المستوطنات في
الضفة
وترسيخها في مناطق أخرى بعد فوز حماس
نقلت صحيفة هآرتس 31/1/2006 ان
وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول
موفاز يرى فوز حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني حافزا على قرار اسرائيلي في شأن اجراء احادي الجانب آخر لاخلاء مناطق في
الضفة الغربية، سيتم الاخذ به في غضون سنة. ويعتقد موفاز أن الصورة السياسية ستتضح حتى انقضاء العام وأنه اذا ما اتضح حتى ذلك الحين يقينا أنه لا يوجد شريك فلسطيني
للمفاوضات فانه يجب على اسرائيل أن تحد حدودا جديدة،
يمكن الدفاع عنها، قبالة الفلسطينيين.
ووفق هآرتس فان وزير الحرب يرى ان السلطة، بقيادة حماس الجديدة، لن تمكن من العودة الى مسار خريطة الطريق وان هذا الامر
سيوجب على اسرائيل ان تنشىء بديلا يخصها. وهو سيضطر الى
أن يقوم على اجماع وطني واسع للجمهور في اسرائيل لضمان دولة يهودية وديمقراطية ذات كثرة يهودية راسخة؛
وعلى صياغة خريطة استيطان اسهل للدولة (تقوم على القدس
موحدة، وعلى تعزيز الكتل الاستيطانية وعلى الحفاظ على غور الاردن)؛
وفي مقابلة ذلك - النزول عن اراض (مستوطنات معزولة) لصالح
الامتياز السكاني. ويعتقد موفاز أن واقعا كهذا سيكون
أسهل على اسرائيل، وسيحظى بتأييد دولي ويمكن في
المستقبل من قاعدة أفضل لتجديد المحادثة مع الفلسطينيين عندما يريد هؤلاء ذلك.
وقالت هآرتس ان موفاز يعتقد ان اسرائيل يجب عليها أن تعمل حيال
السلطة الجديدة بتوجه خطوة بعد خطوة. وهو يرى ان الاشهر القادمة ستكون فترة انتقالية تصاغ فيها علاقات اسرائيل بالفلسطينيين، بازاء اقامة حكومة حماس. وهو يقدر أن المنظمة ستريد الى ان تولي المناصب الوزارية اناسا لا يماثلونها مماثلة مباشرة، وهي تهدف من ذلك الى التخفيف من الضغط الدولي للسلطة والى التمكين من استمرار
وجود علاقة ما باسرائيل.
الإخلاء في الخليل اختبار للحكومة القادمة
في تعقيبها على لعبة اخلاء المستوطنين من سوق
الخليل اوضحت هآرتس في افتتاحيتها اليوم 31/1/2006 الى ان "المستشار القضائي
للحكومة ميني مزوز صرح بالامس بان الدولة لم توقع على تعهد بالسماح للمستوطنين
بالعودة الى السوق في الخليل، الا
انه لم ينفِ امكانية اعادة اسكان اليهود في السوق. لغة نقية من المستشار القضائي خصوصا
عندما تتزامن مع صمت القائم باعمال رئيس الوزراء المطبق
ايهود اولمرت، وتلعثم الجيش
وصرخات المستوطنين المنتصرة - تثير القلق وتبعث على الغضب. تصريحات اولمرت بصدد مستوطني السوق في الخليل وعمونا كانت من البداية
مصابة بالافراط وفاحت منها رائحة الانتخابات (وهكذا
قوبلت في أوساط قادة المستوطنين). صحيح ان الحاجة للاخلاء هي نتيجة لا مناص منها ناجمة عن قرار محكمة العدل
العليا. هي ليست نابعة من موقف سياسي وليس بها بالضرورة
ما يبشر بالمستقبل وما ينوي اولمرت فعله ان فاز برئاسة الوزراء"
وقالت هآرتس " الا
أن المفاوضات مع المستوطنين وأنصاف الوعود التي القيت
في الهواء بعده قد تنتج من الضرورة القانونية جولة اخرى
من خيبة الامل والاحباط لمن
يرى في اعمال المستوطنين في الخليل على مدى السنوات
وصمة على جبين الدولة. المستوطنات في الخليل هي ثمرة فاسدة للتعاون بين كل حكومات اسرائيل وبين مجموعة عنيفة بصورة استثنائية ولا تستبعد اية وسيلة من أجل تنغيص حياة الفلسطينيين في المدينة حتى يضطر
للرحيل عنها مع مرور الزمن".
واضافت"هذه المجموعة نجحت في غرس علاقة زائفة في
الوعي بين وجودها في المدينة وبين الحفاظ على أحد الاماكن
الاكثر قداسة لليهودية واليهود.ادعاء المستوطنين
المزعوم بان وجودهم في المكان فقط هو الذي يحافظ على المغارة ليس له أساس من الصحة.
بل على العكس من الواضح للجميع أن وجودهم الهادف فقط الى
طرد العرب من الخليل ومن محيط المغارة انما يشكل خطرا
على سلامة المصلين من الشعبين. حادثة باروخ غولدشتاين هي نموذج متطرف لهذه الرياح المستطيرة".
رفض انسحابات أخرى بعد فوز حماس
طالب افرايم سنيه في معاريف
31/1/2006 ازاء فوز حماس في انتخابات التشريعي اسرائيل ان تستكمل بناء الجدار، والا تقوم بانسحابات احادية اخرى تعد انجازا لحماس كي لا تعزز المنظمة أكثر.
ورأى ان"السببين الرئيسين لفوز حماس في
الانتخابات كانا اشمئزاز الشعب الفلسطيني في المناطق من السلطة الفاشلة والفاسدة
التي اقامها ياسر عرفات، وصراعات القوة في فتح. هذا
الصراع على الزعامة، بين جيل قادة الانتفاضات وبين جيل بيروت وتونس، شق الحركة
ونقضها. لكن كان لهذا الفوز سببان آخران: الانسحاب الاحادي
من غزة، الذي فسره الفلسطينيون انه نصر لحماس لا انجاز لابي
مازن وفتح، وكذلك حقيقة ان حكومة اسرائيل
لم تفعل اي شيء تقريبا لتعزيز حكومة ابي مازن، الذي يشايع فتح. حتى لقد اضعفته
بعض الاعمال على عمد".
وقال" كانت الانتخابات ديمقراطية، وتمت بلا عنف، وبرعاية
دولية جليلة. لهذا، لا تشكيك في شرعية النتائج؛ حماس حركة سياسية - دينية اسلامية، نظريتها تنفي وجود اسرائيل
وترى "الإرهاب" نهج عمل اساسيا لاحراز أهدافها. وبالرغم من فوز حماس، وبحسب جميع استطلاعات
الرأي، أكثر الفلسطينيين في المناطق لا يريدون تجديد الانتفاضة".
وتساءل"ما الذي يجب على اسرائيل فعله الان؟ الا تدير اي تفاوض سياسي مع حكومة، حماس عضو فيها، ما ظلت متمسكة
بنظريتها وبسلاحها؛ والا تقدم اية
مساعدة لحكومة كهذه، ما عدا الاشياء الانسانية، التي تتصل بالسكان في المناطق؛ وان تعلن باننا مستعدون لتجديد التفاوض على التسوية الدائمة مع كل
حكومة فلسطينية، تلتزم مبادىء اوسلو
وخريطة الطريق؛ وان تخلي المستوطنات غير القانونية، لا تفضلا على الفلسطينيين، بل
تفضلا على سلطان القانون لدينا، ومن أجل أن تزيد الضغط الدولي للسلطة من أجل ان تنزع سلاح المنظمات؛ والا تنفذ اي انسحاب احادي الجانب في الضفة
الغربية، لكي لا تعزز حماس اكثر؛ وان تكمل بناء الجدار
كوسيلة أمنية ضرورية تنقذ من الموت".
وطالب" الجماعة الدولية أن تعمل مثلنا بازاء
حكومة حماس. اذا ما حادثت الدول الاوروبية
حماس وهي على حالها، فسيكون ذلك تشجيعا للغلو الاسلامي
في اماكن اخرى ايضا. مصر والاردن لهما عناية بينة
بمنع منظمة ارهاب اسلامية من
أن تكون حزبا حاكما ذا شرعية. ثمّ حاجة الى التذكير بأن
مقاومة الغلو الاسلامي ليس من عناية اسرائيل وحدها".
توظيفات نتنياهو
السياسية ضد الفلسطينيين
في تعليقه على المواقف المتطرفة لزعيم الليكود نتنياهو
اشار رافي مان في معاريف 31/1/2006 الى ان"النمر لا يخرج من
جلده، وكذلك فان نتنياهو لا يمكن إلا أن يبقى بيبي. ففي الايام القليلة الماضية
وقعت بين يدي نتنياهو حادثتين سقطت عليه كهدية من
السماء، وهو كالعادة يريد استغلال ما يقع بين يديه دون إبطاء أو تمهل. الحدث الاول تمثل بحلول ذكرى الكارثة والبطولة، والثاني تمثل بفوز
حماس في الانتخابات الفلسطينية. فهذا الحدث كان بالغ الصعوبة والأهمية، ولكن نتنياهو لم يفهم من ذلك إلا أمرا واحدا وحيدا، حيث سارع الى استخلاص العبر وأخذ يُعلم الناخب الاسرائيلي
الدرس والعبرة الواجب استخلاصهما من هذين الحدثين: "عندما يقول أحدهم انه
يريد تدميرنا وتصفيتنا، فانه يتوجب علينا أن نأخذ هذا التهديد على محمل الجد وأن
نتعامل مع هذه التهديدات بصورة جدية ودون إبطاء".
وقال"لكن المشكلة في نظرية نتنياهو التي
تظهر الآن كمكبر للصوت، لا تكمن فقط في استخدام هذا اليمين لذكريات الحرب العالمية
الثانية وما واجه يهود العالم خلالها من أخطار وجودية، لكن الأخطر من ذلك هو تمسكه
باستخدام كل ما له علاقة بيننا وبين الفلسطينيين كمحرك ومحرض للقبول بوجهة نظره،
مع أنه يستخدم ذلك على نحو مغلق ومحدد دون انفتاح ودون محاولة للفهم والتفهم. نتنياهو ينظر الى جميع الامور من خلال نظرة واحدة، وبعين لا ترى إلا التحذير والردع،
فهو يعتقد ان "اجراءات
وخطوات حازمة ضد الفلسطينيين تُقوي وتدعم سياسة وموقف اسرائيل،
وأن خطوات بالاتجاه المعاكس تمس بقوة اسرائيل الردعية،
وتُعرضها للأخطار".بكلمات اخرى أكثر تحديدا: إن
استعمال القوة العسكرية الشديدة ضد الفلسطينيين من جهة، والتشدد المبالغ فيه في
الاتصالات السياسية معهم من جهة ثانية، سوف تُفهِم الفلسطينيين وتقنعهم وتوصلهم في
نهاية المطاف الى طريق الإقرار والاعتراف غير المشكوك
فيه بوجود دولة اسرائيل، وتُجبرهم في نهاية الأمر على
القبول بجميع الشروط التي تعرضها اسرائيل".
واوضح"من البيّن أن هذا التصور فشل مرة تلو اخرى. إن سياسة غولدا مئير وموشيه ديان للتمسك بالمناطق، عن اعتقاد أن "العرب
سيُسلمون للوضع"، أفضت الى حرب يوم الغفران،
واستمرار الاحتلال ولّد الانتفاضة الاولى، والمكوث
البائس لـ 18 سنة في جنوبي لبنان لم يُقوِ اسرائيل
شيئا، بل ولّد حزب الله فحسب. والآن ايضا: بذر الاحتلال
المتواصل بذور حماس.وزيادة على ذلك، فان النظرية الاستراتيجية
المبنية على قوة الردع التي تبناها عدد من القادة في اسرائيل،
هذه النظرية تتجاهل وجود معطيات اخرى ليست أقل أهمية
للمجتمع والدولة، وقد يكون أبرزها هو الثمن الاخلاقي
الذي ينتج عن استمرار الاحتلال والسمعة السيئة والوجه البشع لاسرائيل
الذي يراه العالم بسبب ذلك. فبسبب استمرار اسرائيل في
احتلالها للمناطق الفلسطينية تحولت اسرائيل في نظر
الكثيرين من شعوب العالم ودوله، من ملجأ شرعي ليهود العالم، ومن منارة للعلم
والتقدم التكنولوجي في منطقة الشرق الاوسط، الى قوة عظمى احتلالية بالغة العنف
والوحشية".
وختم"ان المهمة الاولى
اللازمة لتقوية أمن الدولة والمواطنين فيها، ليست إلا انهاء
هذا الاحتلال الاسرائيلي والعودة الى
داخل الدولة. أي الانسحاب الى داخل اسرائيل
والتخلي عن المناطق".
مطالبة اسرائيلية بمقاطعة العالم لنجاد وان يعمل
ضد النووي الايراني دون تدخل تل ابيب
في الموضوع الايراني طالب شلومو
افنيري في يديعوت 31/1/2006
بالفصل بين موضوع السلاح النووي الايراني وبين موضوع
تصريحات الرئيس الايراني بصدد ما اسماها "الكارثة
اليهودية".
وقال" الموضوع الخاص بالطاقة النووية معقد، وكل من تدخل في هذا
الموضوع حتى الآن، الوكالة الدولية للطاقة النووية، الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، كلهم لم يحققوا أي نتائج، بل والأكثر من ذلك، فان
الموقف المهادن والتصالحي الذي انتهجته المجموعة الاوروبية في مفاوضاتها مع ايران
بهذا الخصوص، فشلت ولم تحقق المفاوضات المطولة مع ايران
أي نتائج. وقد تكون النهاية الحتمية لهذا الموضوع هي رفع ملف ايران
النووي الى مجلس الأمن، ولكن حتى لو تم اتخاذ قرار في
مجلس الأمن بفرض عقوبات على ايران، وهو الأمر الذي يبدو
مشكوكا فيه حتى الآن، فان ايران ستتمكن من مواجهة ذلك
بصورة جيدة، ذلك لأن العالم كله بحاجة ماسة الى النفط الايراني".
واضاف"موضوع تطوير ايران
للطاقة النووية أصبح موضوعا مقلقا لجميع دول العالم، وليس مقلقا لاسرائيل فقط. ففي الوقت الذي لم تعُد فيه أي دولة في العالم
تعرف كيف يجب عليها التصرف بهذا الخصوص، فانه ليس من المعقول، بل ولا يجوز، لاسرائيل أن تُظهر نفسها على أنها "رأس الحربة" الضاغطة
على العالم لكي يستعمل الحل المبني على استعمال القوة.ربما تصل الامور، فيما بعد، الى مثل هذه
النقطة، لكن الاقوال التي تُسمع في اسرائيل
بهذا الخصوص ليست ذات فائدة وليست في مصلحتها، بل ان ما
يمكن فهمه من هذه الاقوال هو ان
اسرائيل تريد فقط استعمال القوة مع ايران.
من الواضح أن الأفضل لنا هو ترك الامور في أيدي
الولايات المتحدة واوروبا مع تحفظها على امكانية وقدرة هؤلاء على النجاح، وبذلك فان أحاديث وتصرفات من
جانب اسرائيل لا تسهم إلا في زيادة الضرر باسرائيل".
وحول الموضوع الثاني رأى افنيري"إن نفي
حدوث الكارثة النازية من قبل الرئيس الايراني، يعتبر
مسألة ثانية لا علاقة لها بالاولى. ففي هذه المسألة
تجاوز الرئيس الايراني خطا أحمر في هذا الموضوع، وهنا
لا بد لاسرائيل من الرد بعنف، ولكن دون ربط ذلك
بالموضوع النووي، فلا يمكن السكوت على تصريحات رئيس دولة عضو في الامم المتحدة، يهدد فيها بالقضاء على دولة اسرائيل وينفي في نفس الوقت حدوث الكارثة. لذلك يتوجب على اسرائيل وبتنسيق تام مع مؤسسة "يد واسم"، التوجه الى رؤساء الدول الديمقراطية في العالم لمطالبتها ببلورة موقف
موحد لشجب تصريحات الرئيس الايراني التي ينفي فيها حدوث
الكارثة لليهود في اوروبا على أيدي النازيين (مع أن
غالبية تلك الدول فعلت ذلك ولم تنتظر دعوة اسرائيل لها
لفعل ذلك). وأن تطلب منها ايضا اضافة
الى ذلك الاعلان عن أن
الرئيس الايراني "شخصية غير مرغوب فيها"،
ومطالبة جميع الدول الديمقراطية بأن تفرض حظرا على استقبال الرئيس أحمدي نجاد، أي
ليس على ايران كدولة، ولكن عليه كشخص مسؤول. وبذلك فهو لن توجه اليه
الدعوة لزيارة أي دولة من دول العالم. بل أكثر من ذلك،
فانه لن تُسمح له الزيارة حتى لو كان ذلك بصورة شخصية وليس كرئيس دولة".