اسلام الحق
بقلم : سميح الجوهري
(روما)
في
الأسبوع الماضي قتل عبدة الشيطان في ايطاليا عائلة مكونة من الأبوين والابنين
البالغين ، قتلهم شاب ومن ظهورهم باسم الشيطان وتقربا منه ومطيعا لأوامره
، ولم تكن تلك الدماء البريئة الأولى التي تقتل باسم الشيطان وعبدته في بلاد معقل
الكاثوليك ، ومن قبل قتل العبدة راهبة مسكينة وشابات أخروات باسم الشيطان ، وكله
في مضمون تجمعاتهم وصلاتهم الشيطانية التي يملي عليها أبليس البشر والشيطان ، ولا
داعي السرد فيما قتل من شباب وأبرياء على أيدي هؤلاء العبدة الذين تملكهم الشيطان
بألاعيبه ووسوسته وخناسه حتى صاروا جزءا لا يتجزأ منه ويأتيهم من كل جانب حتى ولو
كانوا على صورة بشر وما أكثرهم في هذه الدنيا التي نجري عليها ، هذه الثقافة التي
يتدعم أمرها بين بعض من الشباب ولها أثرها الفعال دون شك في الاقدام على تلك
الأفعال الاجرامية التي تأخذ بالبلاد ومدى ثقافتها وأبعادها الخطيرة كما شاهدناه
من قبل في الولايات المتحدة الأمريكية والأقطار الأوربية وقرأنا عنها كثيرا وعن
الانتحارات الجماعية ، واذا نظر الانسان نظرة حق الى
هؤلاء العبدة لوجد أن هناك فراغا كبيرا في القلوب ولا أريد أن أزيد في هذا المضمون
حتى لا يظنن أحد أني أزيد لشئ في نفس يعقوب ، ولئن كان هؤلاء العبدة مروا في
بلادنا من قبل وعلى مدى سنين مضت وكله في مضمون ثقافة الماديات والانحطاط الثقافي
والخبل الفكري والجو المهيأ في مضمون اللاعدالة ويذكرني في هذا مقالة للأستاذ
مصطفى أمين عن محنة بلادي وهو يقول : يقشر جلدي وانا أقرأ حوادث هذه الأيام ، طالب
يضرب والده ليعطيه ثمن الهيروين المخدر ، ومحاسب يطرج والدته من المنزل ارضاء
لزوجته ، وأب يقتل ولده الوحيد بسبب شقة ، وأب يحرض ابنه على طعن أمه في شرفها بعد
زواج 23 سنة ، وأم تنتحر أمام أطفالها لثلاثة لأن زوجها وهو عامل صغير رفض شراء
تلفاز لها الى آخره .. والآن ما هي الأحداث التي تطوف ببلادي ولم لم نتابعها حيث لانقرأ الصحف المصرية واذا كان
ينشر عنها أم تخفتي من الوجود ، ولأتذكر في الصدد ومجال عبدة الشيطان برنامج
تلفزيوني ايطالي حينما نادوا على مجموعة تؤمن بالشيطان أو قل عبدته ، ومجموعة تؤمن
بالرب وعبادته في مضمون عقيدة الكاثوليك ، وجرى الحوار والسابق في هذا المضمون ،
وكيف أظهر أتباع الشيطان حبهم وتمجيدهم للشيطان لمخالفته للخالق حينما أمره
بالسجود وأنه عصا وتمرد وفي هذا فهم يمجدونه ويتبعونه ، ولننظر الى أي مدى هذا
الفجر في الفكر والى أي مدى مضمون فهم الحرية لدى العقول والقلوب المريضة ، ولا
ينسى مجال الاعلام وخطره في المضمون ، ولئن كان هدفه الأول هو زيادة حصة المشاهدين
وحصاد الاعلانات التجارية التي تجلب الأموال .. نعم الأموال وهو المقصد الأول !!
وفي مضمون هذه الثقافة المادية التي تتحكم في العالم كله الآن منها بلادنا
وأقطارنا العربية سواء ، ففي هذا الأسبوع تم اختطاف طفل ايطالي برئ لم يبلغ
العامين في سبيل طلب ابتزاز المال من
الوالدين ، ومع صراخ الطفل المستمر فلم يرحمه المختطفون الا بقتله ورميه في ترعة
قريبة .. حدث تقشعر له الأبدان وبكت عليه قلوب الشعب الايطالي كبيره على صغيره ،
مما جعل بعض السياسيون الايطاليون ينادون بحق عمل استفتاء لتنفيذ عقوبة الاعدام ،
عقوبة الاعدام التي يهاجموننا ويعيروننا عليها أنصار عبدة الشيطان في الداخل
والخارج ، وأمام هذا الحدث الغريب في نوعه ، والقسوة الفظيعة التي عمل عليها المجرمون
وهم عمال بناء كانوا يعملون على اصلاح بيت
والدي الطفل المغتال الذي لم يكمل العامين بعد ، فقد تصاعدت الأصوات تطالب بحق
تنفيذ عقوبة الاعدام والاقدام على الاستفتاء ، ولئن كان أمرها صعب حيث الفاتيكان يخالف
ذلك وأن الأرواح بيد خالقها ... نكتب هذا لكي نبين للعلمانيين والمتهجنين من أبناء
أمتنا الذي يتحكمون في البلاد ، أن عدالة الاسلام في القصاص حق وليس تخلف (
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) ومن المفجع أن أحد هؤلاء العمال الذين
شاركوا في اغتيال الطفل البرئ أقدم من قبل بالاعتداء الجنسي على فتاة أمام خطيبها
ولم يدخل عليها السجن رغم مرور عشرات السنين وقرار الحكم ، وكم من اعتداءات جنسية
تحدث في كل يوم دون الادانة الكاملة أو السجن عليها ، منها أخيرا رفض القضاء
الايطالي الحكم على اغتصاب جنسي وقع على فتاة لأنها لم تكن عذراء ، ولو كان طبق
على هذا المجرم الذي اغتال الطفل والاغتصاب من قبل حكم الشريعة لكان تحت التراب
وما أغتيل طفل برئ ، وأخيرا والمفجع في دنيا فقدت عقلها صدر أمر القضاء الايطالي
بالحجز في داخل البيت على قس ايطالي في عمر 42 كان يعتدي جنسيا على أطفال الكنيسة
من عام 1900 وعلى أكثر من عشرين طفلا ، وحينما بلغوا سن الرشد هاجوا وقدموا بلاغا
ضد القس المعتدي ومدى الحقيقة التي يكشف عنها الأن رجال النيابة .
أخبار
ايطالية
في
كل يوم تصدر ديار النشر الايطالية مؤلفات عن الاسلام لا حصر لها ، منها الباطل ومنها
من يحاول أن يتقرب من الحقيقة ، وكله يدور في مجال البيع والتسويق وموضوع له
أهميته في الساحة الدولية في الوقت الحاضر ، والانسان دائما يبحث عن منابع الماء ،
أو قل منابع المال ، وفي الاسلام الآن هو المنبع الثري الذي يتهافت عليه الكبير
والصغير والتافه والعظيم ، والجاهل والمثقف ، والحقود والباحث ، غرائب لا شكل لها ، وأين نحن من كل هذا ..
ولقد حاولت دخول هذا المجال في كتاب عن
النظرية الاقتصادية في الاسلام ولئن كانت ليست مادتي وجمعت عنها كتبا وأبحاثا
عديدة ، لكن الوقت لم يتسع ، ولي في ذلك سابقة عن كتاب بالايطالية وزع مجانا تحت عنوان
" ماذا يجب أن يعرفه المسلم عن دينه " ولعلى أن أوفق في كتابة ما يوضح
حقائق تزيل عنها باطل ، ولا ننكر أن هناك بيوتا اسلامية شيعية عملت على نشر عديد
من الكتب اسلامية باللغة الايطالية توضح حقيقة هذا الدين القيم خاصة من ناحية
التوحيد والمرأة والأسرة والحياة الاجتماعية والفلسفة الاسلامية وغيرها ولهم فضل
كبير في ذلك، مع بعض كتيبات أخرى صدرت عن رابطة العالم الاسلامي ، لكن في الوقت
الحاضر نحن في أشد الحاجة الى كتب على مستوى ثقافي عظيم يخاطب فيه هذا العقل
العلماني الباحث الذي يريد أن يتعرف على حقيقة الاسلام بصورة خالصة دون التواء أو
غرض معلوم.. كلمة أخيرة ماذا عن عالمنا الكبير الشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله
ورضوانه ، لماذا لا يحتفل بذكراه في كل عام ولماذا لا نخلد علمائنا الذين لهم فضل
كبير على ثقافتنا و مكتبنا الاسلامية ، يجب ألا ننسى هؤلاء فهم الضمير والثقافة وهم
الذين بنوا عقولا وأجيالا ولهم فضل كبير علينا حفظكم الله .
تحية
تحية
الى شعب فرنسا العظيم الذي يتحدى الحكومة والسلطات ويخرج في كل يوم ملايين مطالبا
بحقوقه التي يريد اغتصابها أنظمة قوانين وفي عدم رسوخ الحق في عقود العمل .. يهمنى
في هذه المظاهرات قوة هذا الشعب المناضل العظيم الذي لا يمكن في يوم من الأيام أن
ينكسر ، ان الثورة الفرنسية التي أقدم عليها رجال ، خلقوا في هذا الشعب حب الحرية
وعدم العبودية ، ولقدت أثبتت هذه المظاهرات مدى عظمة هذا الشعب ، وفي هذا أتحسر
على شعوبنا العربية ، خاصة شعبنا المصري الذي كان عليه أن يقود أعمدة الحرية في
مظاهرات تطيح بهذا النظام القاسي المفتري الظالم المستبد الذي ليس له مثيل في
العالم ، يكفي قراءة هذه الكلمة التي كتبها الدكتور جابر قميحة وغيره من قبل
مطالبا ولو شئ من الرحمة في مظاهرات تطيح بهذا النظام الذي يبيع كل شئ في سبيل
حياته ومجده ، وفي سبيل اشباع بطون لن تشبع من دماء الشعب المصري ، هل لنا من نظرة ونصيب ورجولة نأخذها من الشعب
الفرنسي ، وهل لنا نصيب يا شعب من نأخذ نفحة من تعاليم ديننا الذي لا يقبل الظلم
ويتحدى كل شئ في سبيل نصرة الحق ، لقد كتب كثيرون أفضل منا في المادة ولكن القلوب
لا تتحرك ، كم هو شاسع الفرق بيننا وبين الشعب الفرنسي رغم عظمة ديننا الغير موجود
بيننا الا في صلاة الله أعلم بحالها .. انصروا الحق وأرفعوا من عليكم رداء الخوف
!.