الحوار الوطني الفلسطيني في مؤتمر عزام الأحمد

 

 

 

بقلم :علي حتر

 

قال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي في مؤتمره الصحفي يوم الأحد الماضي، كلمات عجيبة فعلا، وقد قالها فعلا على طريقة بوش في التعامل مع أخطائه وأخطاء جيشه المحتل.. وذلك برفع صوته كلما ازدادت أخطاؤه!!

 

المدرسة واحدة.. فهل يكون المعلم واحدا..

 

قال الأحمد حول إصرار المحاورين من جماعته، على أن تعترف الحكومة الفلسطينية اعترافا نهائيا بدولة العصابات الصهيونية: «نفعل ذلك.. وإذا فشلنا نكون قد أخطأنا».. تماما كما يقول بوش وكونداليزا رايس ورامسفيلد عن أخطائهم في العراق.. مجرد خطأ يمحوه الزمان.. والغريب أن الأحمد يعترف أن الشعب عندما انتخب حماس.. إنما أراد أن يعاقبه هو وجماعته.. عندما قال في المؤتمر، «إن الشعب لم ينتخب الحكومة على أساس سياسي أو على أساس برنامج.. ولكنه انتخبها لمعاقبتنا».. (والكلام له هو).. ورغم هذا الاعتراف إلا أن الإصرار على المواصلة مستمر في كلام الأحمد.. الذي لم يتكلم عن الأخطاء التي أوصلتنا إلى الوضع الحالي.. خلال حكم سلطته.. وأول الأخطاء هو الصداقة والأمل الذي يعقده هو وجماعته على الصهاينة.. ذلك الأمل الذي أصبح مفهوما بعد انتشار الفساد ووصول أصحابه إلى دفة السيطرة.. وهو ما يدفعهم لمقاومة أية جماعة غيرهم يختارها الشعب..

 

والأعجب من ذلك أن الأحمد لا يهتم بعقول الناس، حين يقول إنه وجماعته مصرون على الاتفاق.. في الحوار مع حماس.. التي لا تريد أن تتفق مع السلطة، (والاتفاق بالنسبة للأحمد.. طبعا يعني خضوع الحكومة لشروطه وشروط عباس ومن معهما).. ورغم أنه قادم من أجل تحقيق هدف واحد في جلسات الحوار، وهو الاعتراف النهائي «بإسرائيل»، إلا أنه يجيز لنفسه ذلك ويستهجن من حماس أن تأتي ولها موقف مسبق من رفض الاعتراف..

 

عزام الأحمد تكلم كثيرا عن الحل السياسي المطلوب، ليحل مشكلة الشعب المظلوم من أهله ومن عدوه، وأكد اعتماده على اللجنة الرباعية وعلى الشرعية الدولية وعلى «إسرائيل».. ولكنه لم يبين كيف يتحول هؤلاء إلى موقف حماية الشعب الذي شاركوا كلهم في اغتصاب أرضه وتجويعه.. والحقيقة أنه وحتى لا نظلم الرجل، قال إنه سيعود إلى نقطة الصفر إذا لم تستجب «إسرائيل» للحل السياسي (المتمثل بالاعتراف بها اعترافا نهائيا قبل تحصيل أية ضمانات)

 

ولكن الأحمد نسي نقطتين: الأولى: تحديد برنامج زمني لخضوع إسرائيل».. وهل هو سنة أو عشر سنوات أو قرن كامل..

 

والنقطة الثانية أن لديه شعباً ذاكرته قوية.. وله تجربة مريرة مع الصهاينة ومع الرسميين العرب ومع أمريكا.. ومع فاسدي السلطة..

 

ويرفع الأحمد صوته ليؤكد أنه بدأ بالثورة منذ عام 1965.. ولم يجب على سؤال هام جدا.. وهو في أي اتجاه ثار.. وفي أي اتجاه يسير الآن؟؟

 

هل فعلا يفكر رجال السلطة بطريقة تفكير هذا الرجل.. إنها قمة المأساة فعلا..

 

شعب قدم نموذجا من أعظم النماذج في التاريخ للمقاومة والصمود.. فكيف يكون قادته هكذا؟!.. إنه سؤال يحتاج إلى تحليل عميق..

 

وقبل يوم من عقد مؤتمره الصحفي، انتشر مئات العناصر المسلحين في الضفة وغزة، وقال رجل يدعي أنه ناطق بلسان كتائب شهداء الأقصى، للجزيرة، في بداية حديثه، إن العناصر المسلحة انتشروا لحماية المواطنين من الهجمات الصهيونية.. ولحماية المواطن من عناصر مجهولة تعتدي على الأرواح في الشوارع.. وعندما سأله المذيع حول احتمال الصدام مع الآخرين.. تراجع ذلك الناطق وقال: إنهم ينتشرون فقط لمواجهة الصهاينة إذا اعتدوا على أحد!! ونسي ذلك الرجل أن الجماهير تتابع الأخبار بالتفصيل.. وأنه بعد انتشار عناصره، هذا إذا كانوا فعلا من كتائب شهداء الأقصى، هاجم الصهاينة الطيرة.. وقبلها نابلس، ورام الله، ولم يفعل أي من العناصر المسلحة شيئا لهم..؟

 

وعن الدم الذي بدأ يسيل.. بسلاح وافق عليه الصهاينة.. لم يتكلم الأحمد شيئا..

 

وللحديث بقية... .