القمة المصرية – الإسرائيلية

 

بقلم :منير شفيق

لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، انتهى إلى اتفاق بالتحضير للقاء بين الأخير والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت راية استعادة المفاوضات وفقاً لخارطة الطريق.

ما الذي جد حتى ينجز هذا الاتفاق على مفاوضات ماتت وشبعت موتاً، وعلى خارطة الطريق التي استبدل بها شارون ثم أولمرت، ثم أولمرت - بوش في «خطة الانطواء»، كما يسميها أولمرت فأصبحت بدورها عملياً في متحف كل المشاريع والقرارات الدولية التي غدت آثاراً دارسة؟

الذي استجد وبلا حاجة إلى التخمين والظن، هو اتفاق أولمرت وبوش على خطوات تنفيذ مشروع أولمرت، القاضي بتكريس الجدار وضم المستوطنات وتهويد القدس وإنهاء موضوعها، واستيطان الأغوار والهيمنة على الحدود مع ترك ما تبقى من مناطق مقطعة على المفاصل للفلسطينيين.

لقد اتفق أولمرت وبوش على أن تكون أولى الخطوات في عملية تنفيذ مشروع أولمرت هي العودة إلى المفاوضات تحت «راية» خارطة الطريق. فهذه العودة ذات النتيجة المعروفة (وهي فشل المفاوضات كما حدث مراراً وتكراراً) «تسقط» حجة الذين يرفضون الخطوات الانفرادية أو إقدام أولمرت على تنفيذه مشروعه من جانب واحد. وعندئذ كما صرح بوش يصبح مشروع اولمرت الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى حل الدولتين. إلا أن محتوى حل الدولتين هو ما يقرره الجدار على الجانبين. وبديهي أن ما يتركه الجدار مع تقطيع الأوصال بالنسبة للفلسطينيين لا يقيم، ولا حتى شبه دويلة، وإنما يفرغ الأرض من مئات الألوف من سكانها إن قيل لهم إن ذلك هو الحل النهائي أو «المؤقت» طويل الأمد. لأن الحياة ستكون شاقة للغاية، وشبه مستحيلة بالنسبة إلى مئات الآلاف من سكان الضفة الغربية، وقطاع غزة الذي سيتحول إلى سجن مؤبد.

من هنا التقت خطة اولمرت - بوش في مرحلتها التمهيدية التلفيقية مع الإلحاح المصري بضرورة العودة إلى المفاوضات باعتبار العودة إلى المفاوضات هي الاستراتيجية الوحيدة التي بين أيدي الديبلوماسية المصرية في معالجة الموضوع الفلسطيني. ولهذا يخطئ كل من يعتبر الاتفاق بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي إنجازاً، لأنه سرعان ما سيتكشف على حقيقته التي تخبئ سبب إقدام اولمرت على هذا الاتفاق المرحب به أمريكياً.

فالمنطقة على الضد من تقدير البعض بأنها عادت إلى عملية التسوية التي انفتحت آفاقها أمام «السلام»، قد دخلت في مرحلة مواجهة مشروع اولمرت- أي فرض خطة شارون من جانب واحد. فالمفاوضات التي سيقررها لقاء اولمرت عباس إن قدر لها أن تبدأ، لا علاقة لها حتى بالمفاوضات التي عرفت سابقاً. لأنها كما اتفق اولمرت وبوش يجب أن تفشل حتى تسقط حجة الذين يرفضون أن يذهب اولمرت بالحل من جانب واحد.

من هنا، إن كل ما يجري في الساحة الفلسطينية من حوار حول وثيقة الأسرى أو أي حوار آخر بعيداً من الحوار حول كيفية مواجهة خطة اولمرت - بوش انما هو تغميس خارج الصحن.

القمة المصرية - الإسرائيلية

منير شفيق

 

لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، انتهى إلى اتفاق بالتحضير للقاء بين الأخير والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت راية استعادة المفاوضات وفقاً لخارطة الطريق.

 

ما الذي جد حتى ينجز هذا الاتفاق على مفاوضات ماتت وشبعت موتاً، وعلى خارطة الطريق التي استبدل بها شارون ثم أولمرت، ثم أولمرت - بوش في «خطة الانطواء»، كما يسميها أولمرت فأصبحت بدورها عملياً في متحف كل المشاريع والقرارات الدولية التي غدت آثاراً دارسة؟

 

الذي استجد وبلا حاجة إلى التخمين والظن، هو اتفاق أولمرت وبوش على خطوات تنفيذ مشروع أولمرت، القاضي بتكريس الجدار وضم المستوطنات وتهويد القدس وإنهاء موضوعها، واستيطان الأغوار والهيمنة على الحدود مع ترك ما تبقى من مناطق مقطعة على المفاصل للفلسطينيين.

 

لقد اتفق أولمرت وبوش على أن تكون أولى الخطوات في عملية تنفيذ مشروع أولمرت هي العودة إلى المفاوضات تحت «راية» خارطة الطريق. فهذه العودة ذات النتيجة المعروفة (وهي فشل المفاوضات كما حدث مراراً وتكراراً) «تسقط» حجة الذين يرفضون الخطوات الانفرادية أو إقدام أولمرت على تنفيذه مشروعه من جانب واحد. وعندئذ كما صرح بوش يصبح مشروع اولمرت الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى حل الدولتين. إلا أن محتوى حل الدولتين هو ما يقرره الجدار على الجانبين. وبديهي أن ما يتركه الجدار مع تقطيع الأوصال بالنسبة للفلسطينيين لا يقيم، ولا حتى شبه دويلة، وإنما يفرغ الأرض من مئات الألوف من سكانها إن قيل لهم إن ذلك هو الحل النهائي أو «المؤقت» طويل الأمد. لأن الحياة ستكون شاقة للغاية، وشبه مستحيلة بالنسبة إلى مئات الآلاف من سكان الضفة الغربية، وقطاع غزة الذي سيتحول إلى سجن مؤبد.

 

من هنا التقت خطة اولمرت - بوش في مرحلتها التمهيدية التلفيقية مع الإلحاح المصري بضرورة العودة إلى المفاوضات باعتبار العودة إلى المفاوضات هي الاستراتيجية الوحيدة التي بين أيدي الديبلوماسية المصرية في معالجة الموضوع الفلسطيني. ولهذا يخطئ كل من يعتبر الاتفاق بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي إنجازاً، لأنه سرعان ما سيتكشف على حقيقته التي تخبئ سبب إقدام اولمرت على هذا الاتفاق المرحب به أمريكياً.

 

فالمنطقة على الضد من تقدير البعض بأنها عادت إلى عملية التسوية التي انفتحت آفاقها أمام «السلام»، قد دخلت في مرحلة مواجهة مشروع اولمرت- أي فرض خطة شارون من جانب واحد. فالمفاوضات التي سيقررها لقاء اولمرت عباس إن قدر لها أن تبدأ، لا علاقة لها حتى بالمفاوضات التي عرفت سابقاً. لأنها كما اتفق اولمرت وبوش يجب أن تفشل حتى تسقط حجة الذين يرفضون أن يذهب اولمرت بالحل من جانب واحد.

 

من هنا، إن كل ما يجري في الساحة الفلسطينية من حوار حول وثيقة الأسرى أو أي حوار آخر بعيداً من الحوار حول كيفية مواجهة خطة اولمرت - بوش انما هو تغميس خارج الصحن.