لصالح من؟
بقلم :حياة الحويك
عندما تريد تأجيج نار
الحقد والخلاف بينك وبين مجموعة من الناس فما عليك الا ان تتعرض لأقدس واكرم ما عندهم , بديهية
لا يجهلها جاهل، ولا يمكن ان يكون القائمون على بعض
وسائل الاعلام الاوروبي من
الجهلة بها وخاصة ان المعروف
عن هذا الاعلام أنه خاضع لسيطرة «لوبيهات»
يهودية تخطط لكل كلمة وكل صورة وكل حركة اخراجية فيه. من
هذا المنطلق لا بد ان ننظر الى
قضية الاساءات المتكررة لصورة الرسول الكريم في الغرب.لننطلق
لنسأل اولا لماذا الدانمارك
وهي الدولة الاكثر امركة وصهينة في اوروبا؟ لماذا فرانس سوار في فرنسا وهي المعروفة ايضا
بتوجهاتها وارتباطاتها؟ ومن جهة اخرى: لماذا تزامن ذلك
مع فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية؟ لماذا تزامن ايضا
مع اشتداد الدعوات الى انسحاب القوات الاوروبية المشاركة للاميركيين في
احتلال العراق، والدانمارك اول
هذه الدول الاوروبية؟ لماذا اعطى
هذا السعار المجنون الفرصة للولايات المتحدة في ان تبدو
اكثر اعتدالا واحتراما، وان تنأى بنفسها عن النار الاوروبية، فتستعيد بذلك الكثير من تعاطف العرب والمسلمين،
وتتحرر من الكثير من الكراهية التي خلفها احتلالها للعراق ودعمها لـ«اسرائيل»، لتلحقها بذلك بريطانيا ايضا،
دون ان يتغير شيئا من واقع الاحتلال؟ واذا ما عدنا قليلا الى الوراء
سألنا: لماذا في اوروبا التي دلت استطلاعات الرأي منذ
سنوات قليلة الى ان غالبية اهلها يعتبرون «اسرائيل» خطرا على
السلام العالمي، ومنذها لم تهدأ الحملات التي لا تهدف الا الى امر
واحد: التأكيد على ان الخطر هو الاسلام
وليس الصهيونية او «اسرائيل»؟
اسئلة كثيرة لا بد للمتروي ان
يفكر فيها مليا، وان يرى ان الخاسر الاكبر
من هذه الاجواء المشحونة هو نحن العرب بالدرجة الاولى وقضايانا، ومن ثم الخط الاوروبي
المؤيد لنا او المعادي للامركة
والصهيونية، او على الاقل
الداعي الى سياسة التوازن في الشرق الاوسط.
وعلى المدى البعيد اوروبا كلها بتركيبتها الديموغرافية والثقافية التي لم تعد تستطيع استثناء المسلمين
من نسيجها. مما يعني ان الرابحين الوحيدين هم الصهيونية
العالمية التي تريد ان تبعد عن رأسها شبح اي خطر تحالف اسلامي - اوروبي، والولايات المتحدة التي تعتبر سيطرتها على العالم
العربي واضعافها لاوروبا
الضمانة الوحيدة لبقاء امبراطوريتها، وهيمنتها الاحادية على العالم.