ليس
صراع حضارات
بل جهل بحدود
الحريات
بقلم
: نضال حمد
يبدو
من تطور
الاحتجاجات
في الشرق
الإسلامي ان
هناك من
المحتجين من
يريد دفع
الأمور نحو
التصعيد
ليترافق ذلك مع
تصعيد من قبل
غير العقلاء
من الأوروبيين،
ونقصد بالذات
ما تقوم به
بعض وسائل
الإعلام
الغربية مع
سبق الإصرار
عبر إعادة
نشرها للرسوم
التي فجرت الأزمة
وأشعلت فتيل
ثورة كانت
خامدة. لقد
أخذ الجهل
دوره الكبير
في تسعير
الحريق وتغذيته
بالحطب
والزيت وكل ما
هو قابل
للاشتعال. ولم
يبدِ
المحتجين كما
الناشرين
استعداداً
للتفاهم وفهم
الآخر، فمن
جهة الغرب
تعتبر
المسألة مساً
بأنظمة الحياة
وبالقوانين
في تلك
البلاد. ومن
جهة العرب
والمسلمين تعتبر
عدوانا على
الإسلام في
مقدساته وفي
مقام الرسول
الأعظم (ص).
يطالب
أهل الشرق
الغرب
بالاعتذار
وبضمانات ان
لا تعود
وتتكرر مثل
تلك الرسوم.
خاصة أن
المسلمين
ومنذ أحداث11 أيلول
أصبحوا في
دائرة الهدف
ولا يكاد يخلو
يوم من توجيه
السهام
والنبال
والنار نحوهم
من جهات غربية
عديدة منها
العنصري
ومنها الاستعلائي
ومنها
المتطرف
الديني مع بعض
الاعتداءات
التي تقوم بها
جهات رسمية او شبه
رسمية،هذا
بالإضافة
لوسائل
الإعلام
الغربية التي
تستغل حرية
التعبير في
الغرب كي تشن
الحرب وتنشر
السموم على
الإسلام
والعرب
أجمعين.
الباحث
الفلسطيني
غسان شبانة
المتخصص في
شئون الشرق
الأوسط في
جامعة مانهاتن
في نيويورك علق
على الأمر
برمته قائلا "
أنه ليس صدام
حضارات وأشك
حتى في ان
يكون صدام
حضارات لأن 80%
من المسيحيين
واليهود
والمسلمين لا
يريدون
الوصول إلى
هناك،ان
أيا من
الأديان
الكبرى لا
يسعى الى
مواجهة".
هذا
التفاوت في
المفاهيم بين
عالمين
مختلفين هو
السبب في رفض
كل من
الجانبين
التنازل عن موقفه.
فالغرب الذي
يعتبر الحريات
مقدسة في
بلاده ويرفض
الحد منها
يأبى الاعتذار
رسميا عن نشر
صحافته لرسوم
أساءت للرسول
وجرحت مشاعر
المسلمين في
كل مكان. فالصحافة
حرة فيما تنشر..
هكذا يبررون
الموقف من
جهتهم. أما
الشرق الذي
يرفض الإهانة
والتعرض
لرموزه الدينية
ومعتقداته
فقد سمح
للاحتجاجات بالخروج
عن سكتها
السلمية
الصحيحة ومعناها
الديمقراطي. فحرق
الإعلام
الغربية
وسفارات تلك
الدول لن يعيد
الأمور إلى
نصابها ولن
يبدل مواقف
الحكومات والدول
بل سيزيد من
الحالة
العنصرية
التي تعادي
المسلمين رغم
عدم قوتها في
المجتمعات
الغربية.
بدأ
نشر الرسوم في
أيلول سبتمبر
الماضي في
صحيفة
دنمركية تبين أنها
فارغة وتافهة
وتكيل
بمكيالين،لأنها
كانت في
الماضي
وبالتحديد
سنة 2003 رفضت نشر
رسوما مشابهة
تسيء للسيد
المسيح.
ولكنها قامت
نهاية خريف 2004
بنشر الرسوم
التي تسيء
للرسول محمد
(ص). وهذا ما
يجعل كل
مبررات
الصحيفة وبعض المسلمين
والعربان المتدنمركين
ومحرر
الصحيفة الذي
ظهر مهزوزا
وهزيلا قي قناة
الجزيرة غير
مقبولة. وقد
كنت شخصيا
الأسبوع
الماضي ضيفا
في برنامج
حديث الساعة
من راديو بي بي سي مع
صحافي عراقي
يقيم في الدنمارك،وقد
وقف هذا
الأخير ضد كل
الذين شاركوا
في البرنامج ،
وقال أنهم
يجهلون
الأمور، وأن
الذين ترجموا
من الدنمركية
للعربية ترجموا
خطأ، ودافع عن
الصحيفة التي
نشرت الرسوم ورئيس
تحريرها
واعتبرها
مؤيدة
ومناصرة للعرب
والمسلمين
واعتبر أن اعتذاراها
لغاية
الأسبوع
الفائت كان
مقبولا. غريب
بالفعل ان
يأتي شخص
يفترض انه
يحمل أمانة وينقل
رسالة ويقدم
في برنامج
كبير وهام من
راديو كبير
ومسموع ما ليس
صحيحا على
الإطلاق.
بعد الدنمارك
نشرت الرسوم
في صحيفة
نرويجية غير
معروفة ومجهولة،
صحيفة تابعة
لمجموعة
كنسية متطرفة
تلتزم بالصهيونية
وتدافع عن محمية
إسرائيل
ظالمة أومظلومة.
وقد حاولت
الحكومة
النرويجية
فورا تدارك
الأمور
بتعميمها رسالة
على سفاراتها
وقنصلياتها
في الدول الإسلامية
تؤكد
استهجانها و
اعتذارها
لقيام صحيفة
مسيحية
نرويجية بإعادة
نشر الصور. وجاء
في الرسالة أيضا
أن أيا من
الصحف
المحترمة في
النرويج لم
بفعل ذلك. وأكدت
الرسالة بنفس
الوقت على
حرية التعبير
في البلاد
النرويجية. وقد
جاء على لسان
رئيس الحكومة
النرويجية
ينس ستيلتينبيرغ
في صحيفة داغس
افيسين
يوم السبت(04-02-2006) انه
يستهجن
ويستنكر قيام
صحيفة تدعي
أنها مسيحية بإعادة
نشر صور تسيء
لديانة أخرى.
وتابع ان
حكومته لا تشك
في مبدأ حرية
الصحافة ولكن
الحق في نشر
أي شيء لا
يلزم
بالضرورة كل
شيء. وقد جعلت
تطورات
الاحتجاجات
الإسلامية
خاصة في بلاد
الشام وسوريا
الكبرى حيث
حرقت سفارات
وقنصليات
واحتلت مكاتب
تمثيلية
دبلوماسية وهدد
الرعايا
الأجانب
الشارع
النرويجي
يشعر بالقلق من
تطور وتصاعد
الموضوع الذي
أخذ يفلت من
أيدي العقلاء
والحكماء. ففي
النرويج تعرضت
شخصيات
إسلامية
وعربية
للتهديد من
قبل منظمات
عنصرية محلية
مجهولة،حيث
أرسلت
التهديدات
بالبريد
الالكتروني
والرسائل عبر
الهاتف
الجوال.
كما نشرت
الرسوم مؤخرا
في عدد من
الصحف
والمجلات الأوروبية
وحتى بعض
وسائل
الإعلام
العربية في
تحدٍ واضح لما
يجري أو نتيجة
غباء وفهم مقلوب
للحريات من
قبل البعض
الآخر. وكانت
بولندا أكثر
الدول حرصا
على لجم
الموضوع فورا
إذ أدانت
رسميا إعادة
جريدة محلية
نشر الرسوم
واعتذرت
للمسلمين في
كل العالم
باسم الحكومة
البولندية.
هذا الموقف
البولندي ليس
جديدا فقد
كانت بولندا
دائما تحترم الأديان
وتتعامل
بعقلية
منفتحة واحترام
مع أتباعها.
وهنا يتضح ان
فهم بولندا
للمفاهيم
الإسلامية
والشرقية أفضل
من فهم الغرب
الأوروبي له،خاصة
إذا ما عدنا
بالذاكرة
لأزمنة
الحروب
الصليبية حيث رفضت
بولندا
المشاركة في
غزوات
الصليبيين لبلاد
العرب
والمسلمين.
تسمح
الثقافة
الغربية
للإنسان
الحديث والبحث
والكتابة في
كل شيء او
أي شيء من
الملك او
الرئيس حتى
الله والمسيح
والعذراء
..الخ وقد انتجت
أفلاما عديدة
تصور السيد
المسيح في
حالات مرفوضة
تماما ولا يمكن
قبولها في
المشرق
العربي
والإسلامي.
وفي الإسلام
لا يمكن
الحديث عن بحث
او كتابة او أفلام او دراسات
من هذا القبيل
لأنها ممنوعة
تماما و بتاتا
بحسب
التعاليم
الإسلامية.
وبما ان
توقيت نشر تلك
الرسوم يجيء
في خضم الحملة
الغربية على
ما يسمونه
بالإرهاب
الإسلامي،وملاحقة
الإسلاميين
والمسلمين
والتضييق عليهم
في الغرب بشكل
عام،ومعاملتهم
أسوأ
المعاملات في
سجون ومعتقلات
غوانتانامو
وأبو غريب
وغيرها. جاءت
ردة الفعل كما
رأيناها قوية
جدا ومؤلمة في
بعض الأمكنة. وقد علق
على ذلك
الخبير
الأمريكي في مركز وودرو
ويلسون
مروان كريدي
أستاذ
العلاقات
الدولية في
الجامعة
الأمريكية في
واشنطن،حيث
تحدث عن ان
الكثير من
المسلمين
يشعرون أنهم
في صفوف المتهمين
في الغرب،وأنهم
مستهدفون في
هويتهم
الدينية.
ختاماً
هل يعقل وهل
من المنطقي
والمقبول ان
يهان ويجرح 1.2 مليار
مسلم وان
يتهموا
بالإرهاب من
قبل صحيفة أو
أكثر
بذريعة حرية
التعبير؟ وهل
دفاع 90 % من
الأوروبيين
عن حق النشر و
حرية التعبير
يجعل القارة
الأوروبية
كلها عدو
للمسلمين؟ الجواب
لا فحرية
التعبير مطلب
كل حر في هذا
العالم
الكبير،لكن
لتلك الحرية
حدود واستثناءات
يجب على الغرب
الاعتراف بها
وتطبيقها من
أجل ضمان
التعايش
السلمي
والحكيم بين أهل
الأرض قاطبة. نشر
الرسوم
وإعادة رسمها
بكل بساطة ليس
من حرية التعبير
بل عدوان على
كل من شعر
بالإهانة أو
الخدش والجرح
بسبب تلك
الرسوم. وحرق
الإعلام والسفارات
وتهديد
الأجانب أيضا
اعتداء صارخ
على الأبرياء
والآمنين،اعتداء
مرفوض يجب على
حكومات الشرق
إدانته ومنع
تكراره.