رابطة العالم الإسلامي تطالب الأمم المتحدة و الهيئات الدولية بتجريم الاساءة للأديان
طالبت رابطة العالم الاسلامي الأمم المتحدة و الهيئات الدولية بتطبيق نصوص
القانون الدولي الذي يمنع التطاول على رسالات الله وأنبيائه .
بعث الأمين العام للرابطة
الدكتور عبد الله التركي برسالة الي كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة بإصدار قانون يجرّم
المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام التي تسئ إلى رسالات الله وأنبيائه . و
دعاه إلى مطالبة الدول التي تسيء صحافتها
إلى الإسلام بضمان منع تكرار الإساءة لما تثيره من كراهية بين الشعوب .
فيما يلي نص الرسالة.
معالي الأمين العام
لهيئة الأمم المتحدة
السيد كوفي عنان المحترم
تحية وبعد:
فإن رابطة العالم
الإسلامي وهي منظمة إسلامية شعبية عالمية، تمثل الشعوب والأقليات والمنظمات
الإسلامية في العالم، وهي عضو مراقب من الدرجة الأولى في المجلس الاقتصادي
والاجتماعي في هيئة الأمم المتحدة ، تنقل إليكم وإلى هيئة الأمم المتحدة والمنظمات
الدولية استياء المسلمين الشديد واستنكارهم وتألمهم لاستمرار بعض وسائل الإعلام
الغربية في شن الحملات الإعلامية على الإسلام، والافتراء عليه بقصد تشويه مبادئه،
بالإضافة إلى الاعتداء على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وتصويره بصور مزرية
ومهينة ، ورسم هيئات كاريكاتيرية ساخرة ومسفة وترويجها عبر بعض الصحف بقصد تشويه
دعوته والنيل من رسالته، وهي خاتمة الرسالات الإلهية للناس، جاءت رحمة للعالمين
ومن ذلك ما نشرته صحيفة يولاند بوسطن الدانمركية ، التي
نشرت أثني عشر رسماً كاريكاتيرياً ابتداءً من يوم 30/9/2005م أساءت فيها إساءات
بالغة، مما أثار حفيظة المسلمين في العالم. وقد أعادت صحيفـة ( ماغازينت ) النرويجية نشر تلك الرسوم المسفة والمغرضة يوم 10/1/2006م
بقصد ترويج الدعاية السيئة المغرضة ضد الإسلام ، وتشويه حقيقة دعوة رسول الله محمد
صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به.
لقد تلقت رابطة
العالم الإسلامي استنكار المسلمين وتنديد الأقليات المسلمة بهذه الإساءة ومنها
الأقليات التي تعيش في كل من الدنمارك والنرويج وغيرهما
من البلدان الأوربية ، كما تلقت مطالبة المراكز والجمعيات الإسلامية بنقل شكواها
وشكوى المسلمين إليكم، والتعبير لكم عن الاستياء الشديد الذي يشعر به المسلمون في
العالم، بسبب هذه الحملات المهينة، التي خرجت عن القيم الخلقية للمجتمع الإنساني،
وعبثت بالقانون الدولي الذي يمنع الإساءة إلى رسالات الله، كما يمنع إثارة
الكراهية والبغضاء بين الشعوب لأسباب دينية.
معالي الأمين العام
إن رابطة العالم
الإسلامي تطالب باسم الشعوب والمنظمات الإسلامية الأمانة العامة لهيئة الأمم
المتحدة بمتابعة الحملات الإعلامية التي انحرفت عن الأخلاق الإنسانية وتجاهلت
القانون الدولي في عدوانها على الإسلام ، وعلى حامل
رسالته ، وهي رسالة خير ومحبة ورحمة وعدل وسلام.
إن الرابطة تطالبكم
وتطالب هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها وفي مقدمتها المفوضية العليا
لحقوق الإنسان، والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) بسعي
إيجابي جاد وفاعل يمنع الحملات الإعلامية على الإسلام ، وذلك لما تثيره هذه
الحملات من كراهية وتمييز ضد الشعوب الإسلامية ، وهيئة الأمم المتحدة تحرص على عدم
حدوثه، لأنه ، يشعل فتيل الصراع بين الحضارات، والصدام بين أتباع الأديان المختلفة.
معالي الأمين العام
إن القانون الدولي
زاخر بالقرارات التي تمنع توجيه الإساءة إلى الأديان وتشويه صوراتها،
وذلك حرصاً على التعايش السلمي بين الشعوب .
فقد أصدرت الجمعية
العامة لهيئة الأمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين يوم 11/11/2004م قراراً
يدعو إلى مناهضة تشويه صورة الأديان ، كما قررت المفوضية العليا لحقوق الإنسان
اعتماد القرارات الدولية المتعلقة بمنع تشويه صورة الأديان، وأكدت في قرار أصدرته
على أن تشويه صورة الأديان سبب من أسباب التنافر الاجتماعي الذي يفضي إلى حدوث
انتهاكات لحقوق الإنسان.
وكذلك اهتمت المنظمات
الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة بمنع وسائل الإعلام من نشر ما يثير التمييز
والكراهية بين الشعوب بسبب الانتماء الديني ، فقد أصدر المؤتمر العام لمنظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في دورته العشرين يوم 28/11/1978م إعلاناً
عالمياً بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام ومكافحة
العنصرية، وقد تضمن الإعلان تذكيراً بمقاصد مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، إدانة
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (20) التحريض على البغضاء الدينية وغير
ذلك من أشكال العداء والعنف.
وتضمن الإعلان القرار
127 (د4) الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1947م وهو ( يطالب
الدول الأعضاء بمكافحة نشر الأنباء الزائفة أو المشوهة التي يكون من شأنها الإساءة
إلى العلاقات الطيبة بين الدول ).
وطالب الإعلان في
الفقرة الثانية من المادة الثالثة وسائل الإعلام بالإسهام في كفالة احترام الحقوق
وكرامة جميع الأمم وجميع الشعوب وجميع الأفراد دون تفرقة بسبب الدين أو العنصر أو
الجنس ، وبينت المادة أن هذا يشجع على وضع سياسات أكثر قدرة على التخفيف من هذه
التوترات الدولية .
وذكّر الإعلان كذلك
بالقرار (59) الفقرة (10) الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1946م
الذي ينص على أن أحد العناصر التي لا غنى عنها في حرية
الإعلام هو توافر القدرة على عدم إساءة استعمالها، وأن إحدى قواعدها الأساسية
الالتزام الأدبي بتقصي الوقائع ونشر المعلومات دون سوء قصد.
إن رابطة العالم
الإسلامي والمؤسسات والجمعيات والمراكز الممثلة فيها ، حرصاً منها على السلام
والتعايش بين الشعوب، وحماية لرسالات الله من الانتهاك، فإنها تطالبكم بالاتصال
العاجل بحكومات البلدان التي أساءت وسائل الإعلام فيها للإسلام وتطاولت على نبي
الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، ومطالبتها بمنع الوسائل الإعلامية المسيئة من
الاستمرار في شن حملاتها على الإسلام ورسوله، وتشويه مبادئه ، وإلصاق التهم به،
ومن أشنعها تهمة الإرهاب الذي كان الإسلام أول من حاربه وعالج أسبابه.
إن الشعوب والمنظمات
الإسلامية تطالبكم بتنفيذ نصوص القانون الدولي وقراراته التي أصدرتها الأمم
المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها مما يمنع الإساءة إلى الأديان وتأجيج الخلاف بين
الأمم ، كما تطالب هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها وفي مقدمتها
المفوضية العليا لحقوق الإنسان ومنظمة ( اليونسكو ) بالقيام بواجبها وبذل الجهود
التي تكفل منع الحملات الإعلامية على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم.
كما أن الرابطة تطالب
بإجراء حازم يضمن عدم إثارة أشكال التمييز والكراهية ضد الإسلام والمسلمين وذلك
بإصدار قرار دولي واضح يجرم المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام التي تسئ إلى رسالات
الله ومنها رسالة الإسلام.
ختاماً:
إن رابطة العالم
الإسلامي تسعى إلى التعاون المستمر مع الأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة والمنظمات
المنبثقة عنها من أجل نشر مفاهيم الخير والعدل والسلام والتعايش والتعاون بين
الأمم، وهي تتطلع إلى بذل جهودكم العاجلة في تلبية طلبها بالعمل على إيقاف الحملة
ضد الإسلام ورسوله انسجاماً مع ما قرره القانون الدولي.
الأمين العام لرابطة
العالم الإسلامي
د. عبد الله بن عبد المحسن التركي