فتاوى الهلوسة والهرطقة واللعب بالدين [Protected by-ps.anonymizer.com]

ما أسوأ ان يباع الدين في المزاد العلني..

 

 

 

 

بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب

fiqhofglory@yahoo.com

 

 

سنعالج  في هذا المقال ثلاث تصريحات  من رموز  على الساحة ..  تخص الإسلام [ دين الله ]..  وكان  وقعها علينا فيما يشبه الصدمة ..  أصابتنا بالقلق فيما يخص الوضع الإسلامي على الساحة ..

كانت بدايتها  من تصريح لشيخ الازهر ..  بفتح باب التنصير ..  بمصر ..  وفتاوي الترابي ..  بحلية زواج الكتابي من مسلمة ..  وكانت ثالثة الأثافي .. فتوى القذافي ,,   بجواز طواف النصاري واليهود بالبيت الحرام ..

نعم  لقد كان  كل  تصريح ألعن من اخيه .. مما يجعلنا ان نستشعر قلق حقيقي  تجاه ديننا ..  فأمر الدين ..  له  من القدسية بمكان .بألا نسمح .. بأي  حال من الأحوال من  النيل منه ..أو العبث به.. أو اللعب به  أو ان يتحول ..  الى ملطشة .. لكل من هب ودب .. ناهيك عن بيعه ..على مائدة الصليبية والصهيونية العالمية ..كما هو جلي من تصريحات الثلاثة .. وهو ما سنأتي عليه في  هذا المقال

أهلا .. أهلا ..أيها السادة ..

والليالي من الفساد  حبالى  ...  مثقلات يلدن كل عجيبة

.. وهانحن في زمن العجائب .. أيها السادة .. وأتساءل :هل بدأ عصر الردة ؟!

فيا موت ذر إن الحياة ذميمة   ويانفس جدي إن دهرك هازل,,,

نعم ففي بعض الاحيان يكون الموت  أرحم حالا من هكذا واقع ..  كما قال الشاعر .. رب عيش أخف منه الحمام ..ايها السادة متى تعود  الخلافة .. متى يعود هذا الشيخ  المتوضيء خليفتنا .. ليحمي حوزة الدين ..  يعود ليحمي دين  الله من عبث الاقزام  والمبطلين ..

 حاولت أن أقلب الموضوع  على كافة جهاته  .. وعصرت ذهني بما فيه الكفاية  .. كي أجد تبرير أو مسوغا  ..  أو  منطلقا  عقلانيا  أو  عقديا .. أو سياسيا ..  أو موضوعيا لكل التصريحات  وتسلسلها في فترة زمنية متعاقبة ..  واحدة  تلو أخرى..كطلقات نارية متعاقبة  كان الاسلام فيها  شاخصاً على منصة الاعدام .. الا انني  إنني عجزت . وكأنهم دخلوا مزادا لبيع الدين بعد بيع الأوطان .. فخرج الثلاثة على الملأ  يشهرون البيع في المزاد العلني.. وكأنه دين ابوهم .. وليس دين الله ..فهاهم يشرعوا لنا من الدين  ما لم يأذن به ألله .. وما لم يوحى به الى محمد بن عبد الله,

,فياضيعة الدين في هذا الزمان ..

نعم أيها السادة ..  لقد مضت أزمنة  مزادات بيع الأنفس والأرواح لله ..  بناء على الاية الكريمة ,, {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) سورة التوبة

 وهاقد بدأنا حلقة  جديدة في مزادات من نوع جديد ألا وهي بيع الدين .. بيع الاسلام على مائدة الصليبية العالمية ..سقى الله زمان الغطاريف الاوائل ..شم الانوف   من فرسان وائل ..  وربيعة .. وبني شيبان ..  وقريش  وهاشم ..  وعبد المطلب ...,

إذا ذكرت يوما  غطاريف وائل فنحن أعاليها ونحن الجماهر ..

سقى الله زمان السيوف حيث كانت  المزادات من نوع آخر  كما قال أبي فراس ..

شرينا  وبعنا بالسيوف نفوسهم  ونحن أناس بالسيوف نتاجر ..

 وانتهى بنا الحال  الى نوع  أخر من مزادات البيع ..

 وكأن الحال يتطابق حرفيا مع قول امير  المؤمنين على ابن ابي طالب ,,

: (( إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالاً ويموتون ضلالاً ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر((

كان من تضارب السيوف  تظهر بارقة المجد ..  وهاهي سيوف المجد قد صدئت ..  واستثنت من الصراع ..وهانحن  اليوم  وما بقي و ما ندر من سيف يدافع عن أرض وعرض الأمة يقف  الان متهما أمام القضاء العسكري ..

حتى في  المفهوم الغربي .يعترفون بذلك من واقع التجربة الإنسانية ..أنه في حال عدم وجود مقاومة .. لن يكون هناك تقدما  ولا حرية ولا مجدا . لا مناص فأنتم تريدون محاصيلا بدون حرث لأرض..  انتم تريدون مطرا بدون برق ..  وتريدون محيطا  متلاطم بدون هدير الامواج  العاتية .. .فريدريك دوغلاس 1857

"If there is no struggle there is no progress, no freedom .. no glory..no way ..you want crops without plowing up the ground, they want rain without thunder and lightening. They want the ocean without the awful roar of its many waters.. Frederick Douglass, 1857

A. Alvarez quote - When there is no peril in the fight, there is no glory in the triumph.

وبعيدا عن دوغلاس وابي فراس والفاريز .. فلقد  أعطى الحق المنزل .. التصور .. الرائع لحقيقة الامر ..

{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج

 

 هاقد وصلنا الى زمن ..  صار فيه .. رفع الاذان جريمة* ..في بعض دول الاسلام .. وتلاوة القرآن  جريمة يفصل مقترفها من الجامعات ..كما حدث في أداب بني سويف ..

ترى  ماذا يحدث في زمن العجائب ..  زمن .. تنادي منظمة مسيحية كما جاء في الغارديان البريطانية .. قانونا بفرض حظر تداول القرآن في بريطانيا . تقوم بالتبليغ عن المكتبات التي تبيع القرآن في المكتبات .. وبإبلاغ الشرطة عن الموظفين الذين يبيعون القرآن .

المشكلة ليست بنت اليوم  ..فلم يكن القرآن الكريم في دائرة الاتهام منذ اليوم  فقط .. بل المسألة قديمة ..  لأنه كتاب المجد والثورة ..ذلك لأنه نور .. والنور فاضح ..للخفافيش .. وأبناء الظلام ..  لإاخشى ما يخشاه أبناء الظلام أن توقد شمعة .. فما بالك  هذا النور المبين ..  أن يعري الطغاة ويعري الظالمين ختى من ورقة التوت ..

وهو مصدر العزة .. وهو .. آلية كبرى من آليات الجهاد .. فلقد قال تعالى .. {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (52) سورة الفرقان.. تأمل كلمة جهادا .. وكلمة كبيرا ..

 فلقد ادرك الأعداء  هذا منذ القدم  قيمة مجد القرآن .. فقد صرح بذلك كلادستون الوزير البريطاني أمام مجلس العموم بعد الحرب العالمية الأولى قائلاً : لا نستطيع السيطرة على المسلمين والاستيلاء على بلادهم ما دام هذا الكتاب في أيديهم . مشيراً إلى القرآن الكريم بيده..

ووزير المستعمرات الفرنسي قال أمام البرمان الفرنسي في باريس عام 1932 بمناسبة مرور مائة عام على احتلال فرنسا للجزائر : (( لم يقف في طريقة فرنسة الجزائر غير هذا القرآن ))

وكما قام قبل سنتين تقريبا القسيس كوتينو فرناندو بإحراق القرآن في برنامج على الهواء مباشرة فلم نرى أي احتجاج إسلامي على هذا العمل..

انتهاء الى ماحدث في غوانتناموا  بدوسه بالنعال .. واستعماله كورق حمام .. ناهيك عما وضعته أمريكا لنا من قرآن بديل ..  أليس كان  كل هذا حريا .. بتفعيل دور القرآن في الحياة الإسلامية . سياسيا و اجتماعيا ..  وتعض الامة علي قرآنها  بالنواجذ .. وتحكم به الارض وتهيمن به على العالم ..

لا ان الأمور على ماظهر من تصريحات .. تفيد ان الأمة .. بدأت  تأخذ منحى آخر .. مفادة فتح مزاد لبيع الدين من خلال ما صدر من تصريحات .. والتي بصددها هذا المقال

 ان التصريحات .. جد خطيرة  ولن نقول  ان أصحابنا الثلاثة قد تعاطوا  حبوبا للهلوسة .. أو رفع عنهم القلم   فخرجت تصريحاتهم وفتاويهم  نكدا وعارا ..  ولكن من خلال ما سلف من تقارير  للاوربيين  والجهات الكنسية .. العالمية ..  تفيد .. ان الامر ليس هلوسة .. أو هرطقة   ولم يرفع عنهم القلم ..  بل هي  سياسات قيد التنفيذ.. و لها ما وراءها من خبيئات... ولكن إلى أي مدى صار هذا الواقع بائساً بهذه  الامة المنكوبة بأبنائها ..

نعم انها تلك النوعية  التي قال الله  تعالى عنها ,,

{الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (51) سورة الأعراف

ولا يعدو الامر مثار خيانة .. لله ورسوله ..

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (27) سورة الأنفال

 

*       *        *       *       *

نقول بداية .. لقد اكمل الله الدين وأتم النعمة ..  وكان القرآن مهيمنا  على الشرائع .. فمن المعلوم أن الله جل وعلا قد بعث رسوله ـ صلوات الله وسلامه عليه بدين الإسلام ،]دين الحق] . {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة. وجعله صلى الله عليه وسلم ـ خاتم الرسل، وجعل ملته ناسخة لجميع الملل، وكتابه مهيمنا على كافة الكتب قال تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه). [المائدة:48].      وكان من تمام النعمة على العباد، أن أكمل الله ـ جل وعلا ـ لهم هذا الدين، وكفاهم به عن غيره، فانتظمت بذلك مصالحهم واستقامت أمورهم على وجه التمام والكمال. كما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) .[ المائدة : 3]. ومن المعلوم أيضا ـ بالضرورة ـ أن مقتضى كمال الدين وتمام النعمة صلاحيته لكل زمان ومكان، على اختلاف الأعصار وتنائي الأمصار. وذلك لأن كمال الملة إنما كان لتحقق وصفين اثنين:  الأول: كونها تفي بمقاصد التشريع العامة. والثاني: كونها صالحة لكل زمان ومكان...

فمن خلال هذا  الدين يستلهم الإنسان القوة .. ويستمد من الله العون ..  ويستجلب النصر من عند الله ,, { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (126) سورة آل عمران وان كان اعداء المسلم من أعتى جبابرة الارض .. فقط يكفيه الله .. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } (36) سورة الزمر

الدين قوام الحياة ..  والإنسان بدون دين ما هو الا كائن هش..  سرعان ما تزروه الرياح ومن اول طلقة يهرب من الميدان ..  اما مفعول العقيدة شيء آخر .. تجعله صلبا ..  تزول الجبال ولا يزل .. بل هو قادر على ازالة الجبال ..من مواضعها  العقيدة .. جديرة بالتضحية .. وحينما تكون راسخة رسوخ الجبال تتغير الدنيا .. وهكذا كانت الأدبيات تشير الى ذلك لدى المسلمين الاوائل .. بل والاواخر.. يقول ُخفاف بن الندّبة .. في الاصمعيات ..

لا دينكم ديتى ولا أنا كافر        حتى يزول إلى صراة شمام

 ويتضح كيف  ان ُخفاف ,,كان معتزا بدينة ..  وانه لن يبدله.. ولن يكون كافرا  ..  وان زال جبل شمام وهو جبل لباهلة في نجد ..  إلى صراة بالعراق .. والمقصود .. لن يتخلى عن دينة وان انتقل الجبل من موضعة ..

 أرأيتم كيف انتصر الاسلام بالأمس .. انه بهذا النوع من  اليقين .. !! 

ولم يختلف  التصور لدى هاشم الرفاعي ..

هاتوا لي من الايمان نورا .. وقووا بين جنبي اليقينا ..

 أمد اليد اقتلع الرواسي     وابني المجد مؤتلقا مكينا ..

بالإيمان .. يكون للإنسان حيثية ووجود ..  وكيان .. يتعلم من حقائق الإيمان فقه المجد والثورة ..  وبدون ايمان لن يصمد  في ميادين الكفاح  ولا صنع الأمم  ولا بنائيات المجد ..

 و كانت آليات الكفر .. هو نزع ذلك العنصر النشط  من ضمائر الشعوب كما نوهنا عن الحرب ضد القرآن  أعلاه .. حتى يكونوا بمثابة ضحايا سهلة البلع .. والهضم ..  فبدون ايمان يكون الكيان الإسلامي فارغا.. ضائعا .. سهل جدا السيطرة عليه .. أما من خلال تفعيل القرآن يتفتق الواقع  عن قضايا لم تكن معروفة قبلا .. {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (122) سورة التوبة حيث ارتبط الفقه بالجهاد  وأهل الثغور ..

من خلال الإيمان  تبدو نقاط مهمة ..

أن قيمة  الإنسان الحقيقية هي فقط بإيمانه وحبه لربه ..و باعتماده على ربه ,, وكانت معادلات قديمة  عرفناها من الأنبياء و العابدين ..  ان من خاف الله خافه كل شيء .. ومن احبه الله  أحبته الخلائق والكائنات ..  ووضع له القبول في الأرض ..   ومن استنصر بالله .. نصره الله ..  ومن خذله الله سقط من أعين البشر ..  ومن حل عليه غضب من الله فقد هوى .. { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} (81) سورة طـه   إذ أن من خرج عن دائرة الإيمان ..  انتهى ككيان وكوجود ....وكإنسان بداية ..  وكمكافح وثائر  ومجاهد .. انتهاء ..  وافتقد  القيم والمبادئ  العليا التي يعيش من أجلها ومن أجلها يموت ..

وكان التصوير القرآني رائع في هذا  الصدد ..

{ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } (31) سورة الحـج

 

*  *  * *  *

ألا أنه  هو الدين..  القيم .. { ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (30) سورة الروم

فأما  إذا كان شيخ الازهر غير مقتنع بأنه المهيمن  على ما قبله من الشرائع- .. فأتاح لها العنان وشرع النوافذ والابواب ..

ليمارس الكفر من التبشير  دوره على الساحة – بناء عن قناعات خاصة تتناقض عما أجمع عليه عموم  السلف والخلف - فهذا شيء آخر- لتتلقف جريدة المصري المتحدثة بلسان الالقباط  الخبر ..   حيث    فوجىْ المسلمون صباح يوم الأحد الموافق 2 أبريل 2006 بتصريح للأنبا يوحنا قلتا فى جريدة "المصرى اليوم" ، يعلن فيه على الملأ  بأن شيخ الأزهر ورئيس لجنة الحوار فى الأزهر قد وقعا على وثيقة تبيح للمؤسسات الكنسية المختلفة بأن تقوم بعمليات التبشير فى مصر دون ان يتعرض لها أحد !

ترى ما الذي يحدث على الساحة .. ؟

 نعم لقد كان الدين الإسلامي هو ذلك ..  الدين الرائع في الوجود .. كونه ..  دين الفطرة ..  يعلم البشرية ..  المجد  والثورة  والكفاح ..  ضد الظلم والطغيان ..

 ولقد كانت رايات الكفاح ..  ضد الاستعمار على مر التاريخ .. رايات  كان للإسلام  فيها  الدور البارز قبل ان تقطف منهم الثمرة  وهو..ما عرف عنه الإسلام المقاوم ..

فكان لابد  للكفر في ظل  وضعنا الراهن ..  واستباحته للأمة في افغانستان وفلسطين والعراق  اليوم..وما  يقوم  به الدين من خلال فريضة الجهاد .. بالدور المناط به في تحرير الاوطان ..  وتلقين الاستكبار العالمي .. الدرس ..   فحاربوا الجهاد .. تحت يافطة الإرهاب ..!!وهو أمر قديم  وسياسة معروفة.. قالها بن غوريون.. لن يكون سلام في المنطقة طالما الاسلام شاهرا سيفه ..

 الا ان الرؤية لم تنته . فهناك  اصطياد في الماء العكر من جهة اخرى  حيث  ثمة اطراف اخرى في الصراع.  اليوم . لنرى تصريحات كنسية ..  تقول يجب على الإسلام  أن يتغير او يختفي عن الساحة ..

كان المشروع الكنسي  العالمي .. يقول ان افريقيا نصرانية عام 2000..   وعرفوا  تماما  ان هناك دولا  عصية على ..  ان تمارس الكنيسة العالمية . بها هذا الدور ..  وكان منها مصر ..  فمصر .. كنانة الله في أرضه ..  وهي زاوية الارتكاز في المنطقة ..  وانه طالما استعصت مصر فلن يستكمل المشروع .. فضلا عن ذلك  وانه اذا حدث على النقيض من جهة اخرى   تحولاً اسلاميا في مصر من ناحية هيمنة القرآن كدستور.. فسيتغير شكل وجوهر المنطقة بأسرها ..

لهذا  كانت مصر .. كما قال ..  ، جيمس وولسي بالتحديد قبل الحرب على العراق ،و اعلنه مراراً، ، بالنسبة للاستراتيجية الأميركية، بأن العراق الهدف التكتيكي، السعودية الهدف الاستراتيجي، ومصر الجائزة الكبرى..

 strategic pivot, Egypt as the prize”. Iraq as the tactical pivot, Saudi Arabia as the

لماذا مصر بالذات .. لأنها هي  الكيان الاهم  ذو الثقل الاستراتيجي والعقدي  في المنطقة ..

بل ان الذي يراقب.. مقالات اليهود ..  تراهم .. يتكلمون عن مصر ..  وكأنهم يبكون على الاطلال ,,  يقول  يوري أفينيري .. في مقال له .. ها قد عدنا ثانية ياشرم الشيخ .

 Sharm-al-Sheikh, We Have Come Back Again….  يتكلم  عن شرم الشيخ  وكأنه يبكي الاطلال

I was there in 1956. A beautiful gulf (“Sharm-al-Sheikh means “the bay of the old man”), a few small houses and a distinctive mosque. Before our army withdrew, a few months later, it blew up the mosque in a fit of pique..

..لقد كنت هناك 1956  يصف  المسجد المميز . والساحل ..  والبيوت المتناثرة ..  ويقولها علانية انه  قبل ان ينسحب الجيش نسف المسجد في قمة من الغل ..

 وهانحن اليوم نرى أساليبا تجاه الاسلام  لا تختلف كثيرا عن الغل  اليهودي الذي حدث بحق كبرياء المسجد  والذي تكلم عنه افينيري .. فلقد صدرت  تصريحات منذ أشهر عن هدم المساجد في مصر وكانت الحجة المفضوحة  انها بدون تصريح .. في الوقت الذي  يعلن  فيه يتباهى فيه   أحد كتاب النصارى وعلى جرائدنا  ان الكنيسة  المصرية تبني كنائسا  من اميريكا اللاتينية إلى اليابان .. مرورا بالبحرين وقطر والكويت .. في استفزازا لمشاعر المسلمين .. وأنهم عما  قليل سيبنون كنائسا في شارع بنسلفانيا افنيو  المجاور للبيت الابيض .. ولم يكتفي الامر بهذا فجاءنا تصريح شيخ الازهر ليزيد الطين بلة.. الامر الذي تلقفه الاب يوحنا قلتا ..  ونشره على جريدة المصري .. كتصريح ومستند  لتمرير مشروع التنصير  ضد الإسلام ..  ولكن هيهات ثم هيهات .. أن نسمح لهذه الجريمة ان تمر ..

مما لا شك .. فيه  أن مصر المسلمة  .. كانت دوما ..  هي الشوكة ..  لهذا قالها .. حافظ إبراهيم ..

 أنا إن قدر الإله مماتي .. لن ترى الشرق  يرفع الرأس بعدي

وكانت مصر عصية دوما ..  على المؤامرات ..  حتى في أحلك اللحظات .. كانت دوما مصر هي العصية على الانكسار ..  والتاريخ يشهد ..  لها ولشعبها الكريم الصولات والجولات والكفاح التي سجلها التاريخ بأحرف من نور ..

ولكن هانحن نرى  اليوم من يعضون اليوم اليد البيضاء  وينكرون لها الجميل .

 ولا يعرفون  ان واقع  الحال يقول ..

 لا ترغبن عزا بذل عشيرة       فالذليل من ذلت عشائرة ..

 مصر كانت العز بن عبد السلام ذلك الشيخ  الذي كان يقطر وجهه عزة وهيبة ..  الذي باع السلاطين في المزاد .. ولكننا هانحن نعيش اليوم زمن الانكسار ..  والانحطاط ..  علماء دين لينوا  العريكة ..دخلوا في مزاد من نوع آخر  وهو بيع   الدين على مائدة الصليبية واليهودية العالمية .. أضاعوا البلاد والعباد ., ولكننا لن نسمح لهم بأن يضيعوا الدين ..  أرقب الشيخ ياسين  وما به من عجز الجسم ..  ولكنه كان كالطود الاشم ..  ومضى ولم يهادن ولم يبدل ..  مضى وهو يقول  نحن مشروع شهادة .. بينما كان موقف الآخرين اليوم مشروع خيانة .. وخيابة ..

 ما أسوأ ان يباع الدين على مائدة الصليبية العالمية ..

ايها السادة ..  هناك  ثوابت ,هناك أمور قطعية ..  لا يمكن العبث  بها ..  كيف  وقول الرسول .. واضح  [من بدل دينه فاقتلوه ]..  ان السماح بالتبشير بالنصرانية على ارض الاسلام  سابقة خطيرة .نحو تبديل الدين وفتح باب الردة .. .. تبديل الذي هو أدنى بالذي هو خير ..  تبديل الكفر بالايمان ..  وشطب  مسيرة المجد بالعار .. .ونذير شؤم وعار .. يذكرنا بغرناطة ..  قبل أفول  الإسلام  من هناك .. ولكنه  هاهو اليوم يتم على نار هادئة ..لأنهم يعرفون غضبة الشعب المصري .... كانت التصريحات  النصف مسلوقة وشبه معلنه .. خشية ان تنتفض  الشعوب . وكان كل هذا مرتبطا  بموقف الحكومة الامريكية .. تجاة الافغاني المرتد .. اذ كان موقف  مفتى عموم العالم .. وكونداليزا بنت ابي رايس  واضحا ..في الدفاع عن هذا المرتد .. واعتبروها حرية  اعتقتاد  .. بينما الوضع الفقهي  واضح تجاه هذا الامر .. فقهيا .. وله باب خاص اسمه باب الردة .. فترابط  الامور .. من أدناها هنا .. الى أقصاها هناك .. هو فتح باب الردة  على مصراعية ..  والحجة  المفضوحة .. حرية الاعتقاد .. كما هو الحال .. للجريمة  التي اقترفت في حق المصطفى .. تحت  ذرائع حرية التعبير ..يذكرني بمثل في جنوب شبه الجزيرة .. يقول .. أذا وجدت  السعادين تطامر أحرص على جربتك ..  أي اذا وجدت القرود  تتقافز .. فلتحرص على مزرعتك .. وهو ما نحن بصددة .. تفافز السعادين ..

نحن الان .. ما يجريه علينا الضمير والاخلاق .. الوقوف كسد منيع  للحيلولة دون تنفيذ المشروع .. ديننا مضطهد ..  لإاقل ما يفرضه علينا الضمير .. والواجب  هو الوقوف بجانب  ديننا ..  وهو أمر حتى الغربيون أنفسهم ,, يعتبرون ان  نزولك  الى صفوف المضطهدين .. من المواقف الكريمة ..

“To throw oneself to the side of the oppressed is the only dignified thing to do in life” Edwin Markham..

فما بالك  لو كان المضطهد هو دينك  دينك  الذي قال عنه المصطفى ..  دينك دينك لحمك ودمك ..

.الغريب على الساحة هنا  في هذا  ان شيخنا .. هو الذي سدد تلك الطعنة النجلاء الى الإسلام ..  .. على ارض الإسلام في مصر .. ليس له الا معنى واحد .فتح باب الردة .. زرع شتلات  كافرة في ارض الاسلام ..  وترك العنان للكفر .. بأن يزاحم الإيمان ..على أرضنا نحن  وفي عقر دارنا  ..فأي مصيبة تلك الأمة المنكوبة بنوعية  جديدة  من العلماء .. فلم يكتفوا بكونهم علماءً للسلاطين ..فحسب بل  هاهم  اليوم أصبحوا  عملاء للصليبية والصهيونية  العالمية ..ولا نعرف ما هو دورهم بالتحديد  علماء ام عملاء .. خيبك الله من أمة ..

 ولم يمر .. التصريح الفضيحة  لشيخ الأزهر إلا  ,أتانا على قدر ..  تصريحات الترابي ..  بأنه يجيز زواج المسلمة من كتابي ..  وهذه سابقة خطيرة .. أخرى تصب في مشروع الصليبية في السودان ..

بعد ان شاركوا  في الحكومة تمهيدا بأن يحكم الصليب السودان ..

نعم  لقد عجز الكفار .. ان يكيدوا للإسلام من خارجه .. ولكن الكيد هاهو يأتينا من الداخل ..  ولكننا نهيب بعلماءنا الربانيين  الأفاضل .. ومصر العزيزة لن تخلوا منهم أبدا  وكذا في السودان الشقيق نهيب بهم   ان يقفوا  ضد المشروع ..  وألا يسمحوا بالعبث بالدين ..  فهم ورثة الأنبياء ..  وها قد جاء دورهم لينافحوا عن دين الله ..

  ..لم تمر ليلة على تصريح الترابي .. الا وقد جاءنا تصريح  القذافي كفضيحة أخرى  ..  بجيز لليهودي  والنصراني  ان يحجوا إلى البيت العتيق  حسب الفقه القذافي.. نعم  هذا هو الاسلام الأمريكي المراد .. الاسلام المطور .... الذي نوه  عنه كبيرهم ..  على الاسلام ان يتغير أو يختفي من الساحة ..

 أهلا اهلا أيها السادة ..

 الغاية لن تقتصر أن يزاحم  الكفر الإيمان في ارض مصر  فقط .. تبعا لتصريحات شيح الأزهر ..  أو يمارس القوامة على المرأة المسلمة في بيوت المسلمين.ويفترش نساءهم  كما اراد الترابي. بل .. ايضا يريدون ان يزاحم الكفر الايمان .في عقر داره . داخل الحرم المكي .. وحول الكعبة ..فأي واقع نعيش .. وأي بلايا حلت بنا ..

..ما هذا الذي يحدث على الساحة ..  أي جريمة تقترف اليوم في حق دين الله ..

(سقونا من شراب يجعل الانسان من غير مواقف

ثم أعطونا مفاتيح الولايات و سمونا ملوكاً للطوائف

رهنوا الشمس لدى كل المرابين وباعوا بالملاليم

  القمر

  شنقوا التاريخ من رجليه باعوا الخيل و الكوفية

  البيضاء

  باعوا أنجم الليل وأوراق الشجر)

وايم الله ..انهم  لم يكتفوا بهذا  يا ابن قباني .. هاهم يبيعون( لا اله الا الله )و على عينك يا تاجر...يا لها من حسرة على دين الله العظيم .. ان يباع اليوم على مائدة المرابين ..

ولكن كلا ..

انه دين الله..   نحوطه  بالمهج والأرواح .. ندافع عنه ما بقينا ..

 لن نسمح لكائنا من كان بالعبث او التلاعب به .. سواء أكان من العوام أم من الخواص أم  من علية القوم .. في أعلى الهرم  السياسي .. او الديني ..

 أجل لن نسمح ..و.. لن يحدث ذلك إلا على جثثنا ..

أجل لن نسمح  وان قتلنا أو طارت  دون ذلك  جماجمنا..فلقد قال تعالى  عنه .انه ذكر لك ولقومك .. انه شرفنا ومجدنا .. ولا شيء غير ذلك ..  

 وقال عنه الله تعالى ان هو إلا ذكر للعالمين .. إذ انه لا يتخلى إمرءً ما عن شرفه  ومجده .. إلا إذا كان  معتوها او مجنونا .. ولم نصل إلى هذه المرحلة بعد  ..ولن نقر لك يا شيخ الأزهر  ولا لأمريكا  ولا الصليبية العالمية عينا  بأن يزاحم الكفر  الإيمان  على الساحة  بغية أن تُمحي لا اله الا الله من الصدور والبيوت والمساجد  والمآذن .. واستكمال المهزلة ..

أيها السادة ..الاسلام لكم قضية وجود .. وهو من القضايا  الضخمة في هذا الوجود الإنساني بل  أولاها ..  نربأ بها  عن ممارسة  هذا  الوضع من العبثية والتهريج  ..

 أجل . على هذا الثلاثي المرح  ان يبحثوا عن قضية غير دين الله القيم  العظيم للعب بها .. ..  إذ ان العقيدة أمر جد لا يحتمل  هذا النوع من الهزل...أجل ..فليحزموا حقائبهم  وليرحلوا .. وليربئوا بأنفسهم عن غضبة الشعوب فإذا هبت الريح لن تبقى على شيء ..نعم .. قد تتهاون الشعوب في أي شيء .. إلا الدين ..فهو خط أحمر ..لا يمكن تجاوزه  وهيهات ان نسمح بتجاوزه ..أجل فليشوفوا لهم لعبة ثانية ..

ما أسوأ أن يبيع الإنسان نفسه .. والأسوأ ألا يقبض الثمن.

ولنقولها مدوية وفوق رؤوس الاشهاد .. إن لم يكونوا قادرين .. على تحريرالاوطان .. وحماية الدين ,,في هذا الوقت الحرج .. فليغربوا بوجوههم  عن الساحة ..  فهانحن رأينا المؤامرة في العراق وفلسطين  وافغانستان .. كيف مررت وكيف نفذت وكيف للأوطان قد بيعت ..  وهاقد جاء أخيرا  الدور على الدين لإستكمال المشروع الصليبي في المنطقة .. نعم .. الى هنا ..  وكفى .. لا مجال للتنازلات .. قيد أنملة ..  ارحلوا .. لأن ليس لديكم رصيد تقدمونه   إلا مزيدأً  من البيع والتنازلات  وصفقات العار..  أغربوا بوجوهكم عن الساحة .. فدين  الله  أثمن وأغلى ما في الوجود ..  وإذا هدد الدين انتفت كل مبررات الوجود.. وهانحن أصبحنا اليوم أمامنا مليون  عام قادم .. لنصلح ما قد افسدتموه .انتم في خمسين عاما .. ... أن ديننا مهدد وثغورنا مستباحة .. ارحلوا ولن ننسى لكم الجميلا.

نعم  أيها السادة :إنها ردة ولا أبا بكر لها !! فإما تعود الديار كما كانت وإلا فبطن الأرض خير من ظهرها...

 

هوامش :

فتوى للشيخ عبد الله الفقية ..

مقال الدكتورة زينب عبد العزيز .. تنازلات الازهر الى أين ..الشعب الاليكترونية ..

الاصمعيات: ..أبي سعيد عبد الملك بن قريب 122-216

تصريحات الترابي ذكرت على العربية نت ..14/3/1427

تصريحات القذافي ذكرت على العربية نت  والمصريون الاليكترونية 14/3/1427

James Woolsy: hawaii.indymedia.org/mail.php?id=347&comments=

James Woolsy: www.jakarta.indymedia.org.au/pdf.php3?article_id=

Uri Aveniri.. Sharm-al-Sheikh, We Have Come Back Again….

British Guardian. newspaper  12/10/2005

لافتة لأحمد مطر

*  ممنوع الأذان!
المتهم سيف الله بن حسين روى كيف اعتدى عليه أعوان طلائع السجون  في تونس بصورة وحشية بعد تجريده من جميع ثيابه بسبب رفعه الأذان داخل السجن، مما خلف له آثارا عديدة بأنحاء جسمه، إلا أنه أصر على حقه لم يثنه الإعتداء على مواصلة الأذان عند موعد الصلاة قائلا للمحكمة " لقد فاتهم أنني مستعد للموت دون ديني!"
موقع الكلمة التونسي ..

 

 

 

 

 

.