المنكر المتداول عالميا !!

 

 

 

بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب

fiqhalmajd@hotmail.com

 

بسيطة العالم الإسلامي تقبع  على فوهة بركان ..  ودم الأمة يغلي  .. وفورة الأعصاب .. بلغت مأخذها .. لما يحدث .على الساحة الإسلامية والعالمية .

على ناصية ذلك الشارع غير المكتظ بالكتل الآدمية .. أردت أن أستريح لدقائق .. انتظارا تلك الحافلة لتقلني إلى سكني   وتحديدا بعد صلاة الظهر ..  وبالتحديد على ناصية شارع .. القهوة الايطالية .. وهو يأخذ الطابع للمقاهي في مصر الكائنة على مفارق الطرق وأثناء جلوسي ,, دخل شابان قاهريان .. 

ويبدو عليهما انهما جدد على تلك البلد.. نادى  احدهم  واحد شيشة وشاي في الخمسينة  يا كابتن ,,

اعتذر النادل الهندي ان ليس هناك شيشة ..  واستفسر عن كنه الخمسينة .. وهو مصطلح  مصري  فقال له انه ثمة قليل من الشاي لا يمتليء جراءه الكوب  .. ثم ذهب  النادل الى البسطة ليأتيه بما طلب ..

وبعد قليل قال له افتح التلفزيون ياد (يا ولد )..

ففتح التلفاز وكانت النشرة الاخبارية .. ساقت الاخبار الدولية .. وما أن وصلت ..  الى اخبار العراق ..  وكلها تنصب على جورج بوش .. ومقتل ابو مصعب الزرقاوي .. ورغبة امريكا في التدخل بالصومال .. ومقتل ثلاثة مسلمين في عوانتنامو ..انتفض احدهما  ولكم الطاولة  وازاح بلطمته الشاي على الارض  وقال بصوت جهوري والشرر يتطاير من عينيه  اهتز له المقهى .. قائلا: لأ بأه  دا لا زم ينضرب ..  يبدوا ان صاحبنا لا يريد في الارض مسلما .. هرول  الهندي  مصفر الوجه ..تجاه الشاب .. خشية ان يكون هناك شيئا ما أثار حفيظته في المقهى..  هل فيه مشكل صديق .؟...

لأ مفيش حاجه دا اللي اسمه بوش .. ده .. لازم ينضرب ..حاجة غريبه  والمسلمين مكتومين كتمة الفول المدمس .. او جوزة معسل الصعيد ..

كانت مصطلحات ..لم تجر يوما على مسامع اخينا الهندي .. فكلها مصطلحات من تربة وعنفوان مصر..من حواري شارع  الحسين او الدراسة  او الزاوية الحمراء ..

  ..ما في معسل صديق ما في فول ..  .. هذا في المطعم المجاور صديق .. مهدئا من روعه ..

والله لو أطوله لأشرب من دمه ..  وآكل لحمه نيئا ..

وقف الهندي مذعورا ..وفي دهشة .. امام هذا الشرر المتطاير من عينيه ..

 ثم ضرب الشاب  يده في جيبه  ,اخرج عشرة ريالات ,.,

  دسها في يد النادل .. الذي كان مشغولا في مسح الطاولة  وتنظيف الارضية .. وبقايا زجاج الكوب  المكسور..

خدها خللي الباقي علشانك  ياد.. دا  زمن نسوان ..

شاي بدل الثاني المسكوب  صديق .. لأ.. شكرا .. صد نفسنا يخرب بيت أمه ..

خرج  هو وزميله .. من المقهى .. تنطلق من فمه قذائف كلامية .. أخرج علبة سجائر كليوباترا .. أشعل لفافة من التبغ .. واصدر زفيرا يحمل كثيرا من الغضب ..

- - - - - -

هذه الانتفاضة لذلك الشاب .. هي ما أنا بصدده  ومن هنا تكمن خيرية هذه الامة .. وهي رفض الباطل .. وإنكار المنكر .. فهو يريد ان يشرب الدم بدلا من الشاي .. ان فيها شيئا من قول بن الوليد .. اننا قوم نشرب الدم ولم نجد  اطيب من دم الروم فجئنا لذلك .. ولكن ما نحن بصدده ..واقع اجتماعي عالمي .. الاسلام صار فيه على قائمة الاتهام ..فمن المسئول عن هذا المنكر المتداول عالميا ..وكيف نعالج  هكذا واقع ..

قال تعالى ..

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78){كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }المائدة79

وهنا يتضح من القول الالهي الرائع العظيم.. تعالى الله في سماءه وسما مقامه .. ان اولئك الذين كفروا من بني اسرائيل حلت عليهم اللعنة .. لانهم كانوا لا يتناهون  عن منكر فعلوه ..  أي  انه حينما تحول المنكر اصطلاحا اجتماعيا عام .. وسياق اجتماعي طبيعي  NORMAL..ويتقبل بقبول حسن .. وعدم الرفض .. تحل اللعنة

حينما تصل الشعوب الى هذه المحطة فقد  انتهى دورها .واستنفذت درجات الرسوب في ميدان الإيمان والنخوة والمروءة والانتصار لله .. . .أجل و بعد اللعن فلك  ان لا تبحث عن ضنكها وسوء معيشتها ومآلها في الاخرة..   وهكذا ينتهي اللعن بقوله تعالى { وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً }النساء52

(الباطل) أو( المنكر) وكلاهما مصطلحان يحملان نفس المدلول .. ايها السادة .. أصبح عملة متداولة عالميا ..  والحق .. يقف حزينا بلا ناصر ..

ولكن هذا لن يغير من الحق شيئا .. فلقد شهد التاريخ ..مذلة الضعفاء المحقين .. وجبروت الطغاة المبطلين ولكن سرعان ما كشف التاريخ عن عورات هؤلاء  وأخذت  الحقيقة مكانها ,,

ولكن ترى ما هوالسبب الكامن  خلف الأشياء .. فقومنا سواء علماء الدين الذي  بمثابة الحصن الاخير ..  ورجال الفكر والثقافة  كونهم الخندق الاخير كما قال سميح قاسم .  .. كان موقفهم مغايرا .. فأوبقوا دينهم لحطام ينتهزوه .. لبئس المتجر أن ترى  الدنيا لنفسك ثمنا ..  اضاعو الدين .. وراية تخفق في العالمين .. لتنكس بعد ذلك الرايات  وتكسر السيوف ..

مليء الدهر بالخداع فكم ضلل الناس من إمام وقس ..

فالعاصي والساكت ..سيان ,,وكان الساكت ..مشتركا في الجريمة لأنه لم يعلن الرفض .... {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء

140فالساكت والعاصي سواء كما قال تعالى( انكم إذا مثلهم .. )

من هنا كان العصيان والرفض  والجهر بكلمة الحق .. والصرخة في وجه الظلم العالمي .. ينقل المرء من مقام الفرد العابر  على قارعة الزمان .. المهمش كيانا  ومكانا .. والضائع قضيته .. الى مقام  الرفعة ..  والمجد .. و الى مقام سيد الشهداء ..

قال المصطفى  سيد الشهداء  حمزة ورجل قام الى حاكم جائر  أمره ونهاه فقتله .. أو كما قال ..

كان الرفض للظلم والثورة على الطغيان عنوان المجد للشعوب والامم ..  ينقلها من مقام القطعان والسوائم إلى مقام الريادة ..  من هنا كان المسلم مطالب في كتاب الله ان يعلن الرفض ..  والعصيان ,,حال وقوع الظلم ..  مطالب بعدم الطاعة .. لمن يستخف به من رموز الطغيان .. {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }الزخرف54

كانوا قوما فاسقين لأنهم لم يعلنوا الرفض .. ولم يعلنوا العصيان ..ولم يعلنوا الثورة .. من هنا اندهشت .. من أحد الرموز على الساحة.. وتنقل مقولته  الصفحات  الاولى بالجرائد :نحن لسنا  أهل ثورة ..  ان لم تكن  أهلا للثورة فأهلا للتصفيق إذن ..

من هنا كان الاستيعاب للآية الكريمة  أن الطاعة ..للطغاة  فسق .. وان الرفض والعصيان والثورة إيمان ..نعم كانت النوعية التي يحبها  رب العزة ..  نوعية أخرى ..

الله يحب ..الثوار والأحرار ..  وما الأنبياء الا توار الله في الأرض ..فالنقيض للسياق أنهم لو أعلنوا الرفض لأنتفى عنهم  الفسق ..

ولكن ..حطام الدنيا هو المشكلة .. منذ فجر التاريخ  .. كانت  مشكلة الرسل الكرام  مع اقوام همها حطام الدنيا وهمها الراتب .. وكيف يقوم بثورة ضد حماس من اجل راتب وليس مبدأ ..همهم مليء البطن .. كما قال أمير المؤمنين من كان همه ما يدخل بطنه فقيمته ما يخرج منها .. إذ أن  هناك قضايا ضخمة في الكون ..  هي الاهم من البطن .. . هؤلاء الذين يركضون خلف بعض الحكام ويطبلون لهم  من اجل ...مليار يهربه الى الخارج .. ومن يبيع صوته بعشرة جنيهات ..وانظر الى كم النفط  المنهوب من العراق .. ومن كانوا اثرياء من قوت الشعوب ومال الشعوب .

انها مشكلة أزلية .. ولم تنته ..  وكيف نراها في حزن نوح ومرارة الالم لديه.. كيف انهم  عصوه .. واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ..كانوا يركضون خلف أصحاب المال    كانوا يريدون  دراهم .. ذلك الورق الامريكي الأخضر ذو السحر الأخاذ..

وكيف يقولها نبي الله نوح عليه السلام .. {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً }نوح21..انه المشكلة انه لا مانع لدى العديد ان يوبق دينه من أجل حطام ينتهزه .. سواء أكان مفكرا .. أو عالم دين .. ..كيف يقول المفتي  اقتلوا المعارضين .. هؤلاء هم  من كانوا يشرعون قتل المصلحين والانبياء  على مر العصور ..

, ان المال قد يشترى  أقواما ..ولكنه يستحيل  ان  يشترى صاحب مبدأ .. ان المال يشترى الرجل الرخيص فقط ..  فهناك رجالا لا تستطيع ان تشتريها .. مستحيل تجعلها تتخلى عن مبادئها  وان دفعت لها كنوز الارض .. قد يكونوا ذو ثوب مرقع .. وحذاء  قد يئس الاسكافي من معالجته .. ويأكل الخبز  اليابس ..

وهؤلاء هم .. صناع المجد .. العز بن عبد السلام باع  السلاطين في مزاد .. لماذا . لأنه كان غنيا .. غنيا بمبادئه ..غنيا بالله ..  اما   العلماء اليوم ..  اصبحوا عملاء .. عملاء للصليبية العالمية .. عملاء لجورج بوش ففتاوي الجهاد بالعراق  لم تصدر من واشنطن ..بعد .. ولكن حينما صدرت فتوى واشنطن بالجهاد  في أفغانستان بحت حناجرهم ..جهادا وعفوانا ... اما اليوم لا صوت ولا صدى ...ذلك لأن أعينهم قد كسرت بالمال ..  فخانوا .. الدين والقضية .. وانتهى دورهم ..

إذا استمر الواقع على هكذا حال .. فسيظل موقع  الأمة تحت الصفر في أحسن الأحوال .. وهؤلاء  يجب ألا تعول الأمة  عليهم من قريب  أو بعيد ..

 

فهنيئا لبوش الصليبي  بمعاقلنا الاخيرة . بحصن العلماء  الذي صار يتبعه.. فهو الان مفتى عموم العالم ..   هنيئا له بحصن الثقافة من الليبراليون .. الذين عبأوا جيوبهم دولار وهنيئا له حكامنا ...وهو ينزل  الى بغداد نزول القائد المظفر المكلل بالغار..في وقت لا يعرف المالكي ميعاد  الوصول ..  إنها أصبحت  أرض بوش .. وكيف  الإعلام الأمريكية .. تفقا أعيننا .. إنها ولاية امريكية جديدة .. أيها السادة ,هنيئا لأولمرت .. اليهودي ..  هنيئا لهم خيانتنا

..

رجع اولمرت من عندنا ليشعلها نارا على الإسلام .. وكم من صرخات لطفلة بريئة  يموت أبيها قتلا أمام أعينها ..على شاطيء غزة . تنقلها وكالات  الانباء ...حتى وصل القتل الى الرضع الصغار ..  هل كان هذا الرضيع إرهابيا  في عرف اولمرت  وبوش .. ولم يكن هناك من يثأر من القتلة .. هنيئا لهم .. أرض المجد التليد والشرف الغابر.. التي تحولت الى ملعب .. يمارسون عليها التسكع والسفالة والقتل .. ونشر الكفر ..  هنيئا لهم مراكزهم .. الثقافية .. والإعلامية .. التي تقرر لنا ما نقرأ وما نسمع .. هنيئا  لهم مراكزهم التعليمية.. هنيئا لهم .. هنيئا لهم قواعدهم العسكرية وسجونهم المنتشرة ..التي تجبر كائنا من كان من الشعوب على الركوع .. هنيئا لهم ايها السادة .. هنيئا لهم بخونتنا ..الذين ينفذون ما يريدون.. هنيئا لهم .. بمافيا العملاء والخونة ..

كانت الصرخات على شاطيء غزة تستنهض  نخوة وعروبة ماتت .. واسلام  ضاع ..ولكنها لم تلامس نخوة المعتصم .. وايم الله .. لو كان هناك فارسا .. من فرسان الامس .. لملئوا  تل أبيب خيلا ورجلا .. وحرروا الأرض .. وشيدوا المجد ..

ولكن .. لم لا ..فلربما اخذ أولمرت  منهم صكا وتوكيلا..بإقتراف المجازر ..

ايها السادة .. أصبحت الأمة بكاملها  ميدان رماية للكفر .. وليس شاطيء غزة فقط ..  الأمة اليوم .. حمى مستباح يعيث فيه الاوغاد من ملل الكفر كل مفسدة وقتل واجرام ..

وكل هذا مردة الى الخيانة .. فلقد استبيحت بغداد .. وكانت الكويت موطيء القدم للكفر ..  واستبيحت أفغانستان  وكانت الباكستان موطيء القدم للكفر ..وهاهي القصعة الإسلامية يتناوشها بوش واولمرت ..على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي ..  

هنيئا لبوش إسقاط طالبان  وإسقاط حماس .. وإسقاط بغداد .. هنيئا له السودان  ودارفور.. هنيئا له الصومال.. التي أصبحت في مهب الريح ..  هنيئا له دمشق .. هنيئا لخيل الكفر.. الذي يصول ويجول على يابستنا  الاسلامية .. طالما قالها  ذالك  القاهري في المقهى .تلك الحقيقة بلا ..تجميل أو تغليف ...دا زمن نسوان ..

 

الباطل والظلم  ومحاصرة  الإسلام ..صار  هو المصطلح  المتداول عالميا ..  فمن للإسلام المقتول  والمحاصر في السجون في أبو غريب وغوانتنامو ..وما زال النصارى يبكون أنهم مهمشون .. وهي شنشنة نعرفها من اخزم ..بالرغم أن الصليب مرتفعا في افق  العالم  ويسد  عين الشمس بدلا من راية  لا إله الا الله محمد رسول الله .. أين الإسلام والشباب المسلم .. إنهم يملئون سجون المشرق والمغرب .والبعض الاخرالذي  خارج السحون كانوا  من اتباع ما يكل جاكسون...اللهم الا النذر اليسير من الفرسان في العراق وفلسطين وافغانستان ..  أين بيوت الله .. أنها تهدم  وتحترق.. في بغداد ..من قبل الرافضة .. والكفرة .. وتغلق في يوم الجمعة ويرفع أمامها الصليب ..  وينتهى الأمر لمساجدنا في المغرب  العربي .. ان يصبح الدخول لها بالبطاقات الممغنطة .. كما حدث في تونس ..

..  ولم تنتفض الأمة لتحرير بيوت الله من ربقة الطغاة ...صار الإسلام مهمشا في كراسات الصغار والتاريخ العظيم .. فالمواد الدينية غير مرسبة .. فأي واقع هذا الذي يصبح الدين ..(الإسلام )  مهمشا في واقع الحياة .ويحاصر حتى في أذهان وعقول الصغار ... وهو(الإسلام ) الذي أهم قضية في الوجود الكوني

وأصبحت فتاوي بعض  مشائخنا كلها تغازل النصارى  ويخطبون ود الصليبيين  ويبيعون الاسلام  والمباديء...... فهذا يجيز أن يحكم السودان الصليب .. وهذا يجرم المقاومة في العراق ..  وهذا السياسي يصرح في حماس أن تستمع الى صوت العقل .. وينهرها بصوتها الاجش على قناة الجزيرة .... كلي من ثدييك .. وحماس تقول : تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها .. مجدي خليل ..الصليبي المصري يقول لابد لحاكم صليبي  أن يترشح لرئاسة مصر .. وذاك الشيخ الاخر يقول للنصارى ..لا مانع للنصارى ان  يشربوا الخمر  ويسكروا في بيوتهم على ذمة مولانا .. وهذه بعض الصحف العربية تفتح صفحاتها لصليبي المشرق ..

ايها السادة .. الصليب يحكم العالم .. ويطارد الاسلام من أقصاه الى اقصاه .. فالقواعد الامريكية تمتد من افغانستان .. إلى باكستان .. إلى قطر ..  إلى جنوب الجزائر .. إلى موريتانيا . فالبلاد الإسلامية .. لم تعد ملكنا ,, ونحن أصبحنا غرباء .. والإسلام  صارغريبا .. الكفر يتصرف في أمورنا العقدية  والفكرية والثقافية ..وكان مسلسل متقن .. ونفذت خطواته الاولى .. في الاندلس  والفلبين  وهاهي وتيمور الشرقية .. فالذي حمل راية التمرد ..على اندونيسيا .. صليبيون وقساوسة.. لا يحملون السحنات الشرق أسيوية أي سحنة اندونيسيا .. كانوا صليبيون ..  أسبان  واستراليون ..و مولدون ..و ابناء سفاح كاليبراليون  العرب ..

.. وهاهي تيمور الشرقية .. تطلق الألعاب النارية ابتهاجا . كونها خرجت من دائرة الدولة المركزية اندونيسيا المسلمة..وتملأ شوارعها الصلبان .. وكان الذين يقودون التمرد .. صليبيون وقساوسة .كما أسلفنا رغم انها كانت جزر إسلامية ولكن .. فهنيئا للفاتيكان .. وهناك على الوجه المقابل ,, حينما  أرادت البوسنة المسلمة الحزينة  أن تستشم نفسها ..نكحوا نساءها اغتصابا ..  وأبادوا رجالها .وكانت افواج سياحية تذهب من روما ليستعملوا أطفال البوسنة .. أغراضا للقنص بدلا من البط  والإوز ... وكل الذي فعله البابا يومها .. انه يناشد البوسنيات ألائي حملن جراء الاغتصاب  ألا يجهضن حملهن .. يالصفاقة الرجل ..

وتحولت البوسنة الى قبر جماعي كبير بعد ان تحولت الى ميدان رماية للصرب .على مدار خمسة سنوات .  ..  فالمقابر الجماعية تملأ البوسنة من أقصاها الى أقصاها حتى حدائق المنازل .  وبعض حكام الإسلام كانوا يغطون في نوم عميق أو انهم كانوا ( يتناومون) ..وبطرس غالي كان هو المتصرف الرسمي  في الامر ..ومرر المشرع  يومها ضد الإسلام  حرقا وقتلا  واغتصابا .. لصالح الصليبية العالمية ..

انه نفس المشروع الذي نفذ في الأندلس ,,  ولكن الأمة لا تقرأ التاريخ .. وحينما تفتقد الى فرسان النزال ..الذين يمتشقون السيوف ويسرجوا الخيول .. ويلوحون بسيوفهم .. في فضاء الكون ..

وصار جورج بوش في يومنا هذا  هو الإله في الكون المتصرف في العالم .. يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ..

ويعز من يشاء  ويذل من يشاء ..  منطق غريب .. فبالرغم أن الإسلام .. بخصائصة ..من توحيد ,, كونه هو الدين الوحيد الذي يرفض الاستئناس وله الجرأة  ان يقلب الطاولة  رأسا على عقب .... ذلك لأن الله تعالى  في السماء إله وفي الأرض إله .. {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ }الزخرف84

إلا أن بعض بني يعرب ..ربما قد رضعوا حليب الخنازير .. الذي يفقدهم النخوة والمروءة .. هنيئا لنا بحليب نيدو ..

هنيئا لك بوش .. فلقد صرت معبودا من دون الله .. ألا ترى انها كبير جدا يا سي بوش ,, هذا الفيلم الكبير الذي تعيشه .على جثثنا وجماجمنا ..وايم الله ما كان لهذا أن يحدث  إلا أننا نعيش  في زمن النسوان كما قال الشاب القاهري ..

فلقد كان الواقع بالأمس غير ذلك أيها السادة ..

زمان الحرية . والمجد ..

فما المجد إلا أن تسكر الأرض بالدما  وتركب في هيجاءها فرس نهد .

وأن تصــــــــــــــــــــــــــد  بهمة عن العالم  المرزوء فيض الأسى صد

كانت الحرية والمجد .. على موعد بأناس .. يمتطون صهوات الخيول .. ويلوحون بالسيوف في الهيجاء ..

كانت بالأيدي المضرجة .. التي تهز باب الحرية الحمراء ..

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ..

كانت تلك الأيادي البيضاء التي في أعناق البشرية للأنبياء .. انتهاء الى الثوار .. الشرفاء على مر التاريخ .

وكان هناك  أنواع أخرى خلقت  للعار ..

كما قال الشاعر ..

كيف ينال المجد كف  له في استه شغل شاغل عن المجد ..

أين زمن الرجال .. الذين قاموا بتسجيد كسرى وقيصر .. لله .. عنوة ..  زمن القعقاع بن عمرو ..  الذي قال عنه ابو بكر  صوت القعقاع في الجيش بألف رجل ..  القعقاع الذي كان يتقلد في أوقات الزينة .. سيف هرقل ملك الروم  ويلبس درع بهرام ملك الفرس  والذين أصابهما من الغنائم..

إننا نرفض لهذه  الدعاية المسماة ( الحرب على الإرهاب) ان تقوم بتنويم الامة مغناطيسيا .. لتترك الامة  الساحة بان تمارس الصليبية العالمية الإرهاب  على يابستنا .. وتتراخى الامة عن مهام الامر  والنهي في الكون  وصناعة المجد  وقيادة البشرية .

أيها السادة .. خذوها من ابن عبد الوهاب حذوها ولست عليكم بوكيل ..  ان الله تعالى في الارض  إله .. ومن اقتنع بغير ذلك فهو .. خارج من المله ولقي الله  صفر اليدين .من صفقة الايمان .. .,.وهذه هي روعة  الاسلام ..هي تلك القيمة الرائعة .. في رفض .. إلوهية البشر منذ فرعون والنمرود انتهاء  الى جورج بوش ..ولكن العرب .. على غرار مشركي الأمس ..

فلقد سأل المصطفى ,, أحد المشركين  يوما ..  كم اله تعبد ..؟

فرد عليه .. سته في الأرض وواحد في السماء ..

فقال المصطفى .. أيهم لرغبك ورهبك ..

فرد الذي في السماء ..

فقال المصطفى .. أترك التي في الارض واعبد الذي في السماء ..

 أما عربنا اليوم .. تركوا الذي في السماء .. وعبدوا الذي قي الأرض ..  عبدوا جورج بوش ..من دون الله ..

عربنا اليوم .. ماذا فعلوا للأمة ..

اللهم إلا أنهم ضيعوها .. ضيعهم الله ..

-         -  -  -

كانت دوما دماء الفرسان مباحة في الميدان ..

ما أبالي وان أريقت دمائي  فدماء الكرام دوما مباحة

يا خيل الله اركبي,,وصدي الغارة عن الأمة..  أثيري الغبار على العالم .. وأعيدي مجد الإسلام ..

جرد حسامك من غمده فما آن له اليوم أن يغمدا

فليكن المجد لكلمة الله (القرآن ) في الأرض .. كما المجد لكلمته تعالى في السماء ..

فلتكن كلمة الله هي العليا في الأرض .. وان كان الموت المحقق دون .. إعلاءها ..نعم  هذا هو الطريق .. ولا طريق غيره ..

فتعلو كلمة الله على كل يابستنا الإسلامية .. في القدس وبغداد وأفغانستان .. وكل بقاع الإسلام ..
و إلا فبطن الأرض .. ارحم واشرف لكم من هذا الهوان .. لابد ان يزال الصليب  من سدة الحكم في العالم .. ويحل محلها راية لا اله إلا الله  خفاقة في ربوع العالمين ..