على خطى الحبيب في سنة الحوار

و … المباهلة

 

 

 

بقلم :د يحيى هاشم حسن فرغل

yehia_hashem@ hotmail .com

www.yehia-hashem.netfirms.com

 

جاء وفد نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة .. فدخلوا على اليهود فتناظروا معهم وعلت أصواتهم ( وقالت اليهود ليست اليهود على  شيء وقالت النصارى ليست  اليهود على شيء .. ) ثم انتقلوا إلى الحوار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيهم العاقب  والسيد كبيرا قومهم …

قال الرسول صلى الله عليه وسلم لهما : أسلما قالا : أسلمنا قبلك

قال صلى الله عليه وسلم : كذبتما ، يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما أن لله ولدا ، { عقيدة } وعبادتكما الصليب { عبادة } وأكلكما الخنزير { شريعة }قالا : إن لم يكن عيسى ولدَ اللهِ فمن أبوه ؟

فقال صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أنه لا يكون ولدٌ إلا وهو يشبه أباه ؟

قالوا : بلى

قال صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت ؟ ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء ؟ يحفظه ويرزقه ؟ فهل يملك عيسى من ذلك شيئا ؟

ثم قال صلى الله عليه وسلم : فإن ربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث ؟ ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع  المرأة ولدها ، ثم غذي كما يغذي الصبي ، ثم كان يطعم  ويشرب ويحدث ؟ فكيف يكون عيسى كما زعمتم ؟ فسكتوا

فنزلت صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها ، وجاء فيها دعوتهم إلى

المباهلة في قوله تعالى :(فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران: 61).

فامتنعوا منها، وقدموا الجزية عليهاماذا يعني خوفهم من المباهلة هنا ؟ ماذا يعني بالنسبة لمركز عقيدتهم في أنفسهم

؟

وذلك أن العاقب عظيمهم قال لهم: قد علمتم أنه .. ما لاعن قوماً نبي قط فبقي كبيرهم ولا صغيرهم .

قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية الكريمة: قال تعالى آمراً رسوله صلى الله

عليه وسلم أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى بعد ظهور البيان {فمن حاجّك فيه

من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم

وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل} أي نلتعن {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} أي منا أو

منكم .

وكان سبب نزول هذه المباهلة وما قبلها من أول السورة إلى هنا في وفد نجران.. 

أن النصارى لما قدموا فجعلوا يحاجون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة

والإلهية, فأنزل الله صدر هذه السورة رداً عليهم , قال ابن إسحاق في سيرته

المشهورة وغيره: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ستون

راكباً, فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم وهم :

العاقب واسمه عبد المسيح, والسيد وهو الأيهم , وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن

وائل, وأويس بن الحارث, وزيد, وقيس, ويزيد ونبيه, وخويلد, وعمرو, وخالد, وعبد

الله, ويُحَنّس, وأمر هؤلاء يؤول إلى ثلاثة منهم وهم :

العاقب - وكان أمير القوم وذا رأيهم وصاحب مشورتهم,  والذي لا يصدرون إلا عن

رأيه

والسيد - وكان عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم

وأبو حارثة بن علقمة - وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم - وكان رجلاً

من العرب من بني بكر بن وائل, ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه(!! ) 

وبنوا له الكنائس وأخدموه لما يعلمونه من صلابته في دينهم , وقد كان يعرف أمر

رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته وشأنه مما علمه من الكتب المتقدمة, ولكن

استمرار في النصرانية لما يرى من تعظيمه فيها وجاهه عند أهلها.

 

قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير  قال : قدموا على رسول الله صلى

الله عليه وسلم المدينة, فدخلوا عليه مسجده حين صلى العصر , عليهم ثياب الحبرات

قال : يقول من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ما رأينا بعدهم وفداً

مثلهم : وقد حانت صلاتهم فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم :«دعوهم» فصلوا إلى المشرق

قال: فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة, والعاقب عبد

المسيح, والسيد الأيهم وهم من النصرانية على دين الملك مع اختلاف أمرهم يقولون:

هو الله, ويقولون: هو ولد الله, ويقولون: هو ثالث ثلاثة , ….. وكذلك قول

النصرانية

فهم يحتجون في قولهم هو الله, بأنه كان يحيى الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص

والأسقام, ويخبر بالغيوب , ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً,

وذلك كله بأمر الله. وليجعله الله آية للناس

ويحتجون على قولهم بأنه ابن الله يقولون: لم يكن له أب يُعلم , وقد تكلم في

المهد بشيء لم يسمعه أحد من بني آدم قبله

ويحتجون على قولهم بأنه ثالث ثلاثة بقول الله تعالى : " فعلنا "  و" أمرنا " 

و" خلقنا " و" قضينا " فيقولون لو كان واحداً ما قال إلا فعلتُ وأمرتُ وقضيتُ

وخلقتُ, ولكنه هو وعيسى ومريم ـ تعالى الله وتقدس وتنزه …..

فلما كلمه الحبران : قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أسلما»

قالا: قد أسلمنا,

قال صلى الله عليه وسلم : «إنكما لم تسلما .

قالا: بلى قد أسلمنا قبلك .

قال صلى الله عليه وسلم : «كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً

وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير».

ثم دعاهم إلى المباهلة

, فقالوا: يا أبا القاسم:  دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما

دعوتنا إليه, ثم انصرفوا عنه

ثم خلوا بالعاقب , وكان ذا رأيهم فقالوا: يا عبد المسيح ماذا ترى؟ فقال: … 

ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم نبياً قط , فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم, وإنه

للاستئصال منكم إن فعلتم, فإن كنتم أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم

عليه من القول في صاحبكم, فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم

فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم

فقالوا: يا أبا القاسم, قد رأينا ألا نلاعنك ونتركك على دينك ونرجع على ديننا

ولكن ابعث معنا رجلاً من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها في

أموالنا, فإنكم عندنا رضا

قال محمد بن جعفر: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ائتوني العشية أبعث

معكم القوي الأمين» فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ما أحببت الإمارة قط

حبي إياها يومئذ, رجاء أن أكون صاحبها , فرحت إلى الظهر مهجراً , فلما صلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم الظهر, سلم ، ثم نظر عن يمينه وشماله, فجعلت أتطاول له

ليراني فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح فدعاه , فقال: «اخرج

معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه». قال عمر: فذهب بها أبو عبيدة رضي

الله عنه.

 

وقد روى ابن مردويه من طريق محمد بن إسحاق, عن عاصم بن عمر بن قتادة, عن محمود

بن لبيد, عن رافع بن خديج : أن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله

عليه وسلم, فذكر نحوه, إلا أنه قال في الأشراف : كانوا اثني عشر, وذكر بقيته

بأطول من هذا السياق, وزيادات أخرى.

 

وقال البخاري : حدثنا عباس بن الحسين, حدثنا يحيى بن آدم, عن إسرائيل, عن أبي

إسحاق, عن صلة بن زفر, عن حذيفة رضي الله عنه , قال: جاء العاقب والسيد صاحبا

نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه , قال: فقال: أحدهما

لصاحبه : لا تفعل فو الله لئن كان نبياً فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من

بعدنا, قالا: إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أميناً ولا تبعث معنا إلا

أميناً , فقال صلى الله عليه وسلم : «لأبعثن معكم رجلاً أميناً حق أمين»

فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال: « قم يا أبا عبيدة بن

الجراح» فلما قام , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هذا أمين هذه الأمة» .

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن أبي إسحاق السبيعي

عن صلة, عن حذيفة, بنحوه وقد رواه أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث إسرائيل عن

أبي إسحاق, عن صلة, عن ابن مسعود بنحوه.

وقال البخاري : حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن خالد, عن أبي قلابة, عن أنس, عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: «لكل أمة أمين, وأمين هذه الأمة أبو عبيدة

بن الجراح»

 

…. وقد روى البيهقي في دلائل النبوة قصة وفد نجران مطولة … قال البيهقي : حدثنا

أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل قالا: حدثنا أبو العباس

محمد بن يعقوب , حدثنا أحمد بن عبد الجبار , حدثنا يونس بن بكير, عن سلمة بن

عبد يسوع , عن أبيه, عن جده, قال يونس ـ وكان نصرانياً فأسلم ـ: إن رسول الله

صلى الله عليه وسلم, كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه(طـس) سليمان: { يعني

سورة النمل } «باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب, من محمد النبي رسول الله إلى

أسقف نجران وأهل نجران أسلم أنتم, فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب .

أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد, وأدعوكم إلى ولاية الله

من ولاية العباد , فإن أبيتم فالجزية, فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب, والسلام».

فلما أتى الأسقفَ الكتابُ وقرأه فظع به , وذعره ذعراً شديداً, وبعث إلى رجل من

أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة, وكان من همدان, ولم يكن أحد يدعى إذا نزلت

معضلة قبله ، لا الأيهم ولا السيد ولا العاقب

فدفع الأسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل فقرأه , فقال

الأسقف: يا أبا مريم ما رأيك؟ فقال شرحبيل: قد علمت ما وعد الله إبراهيم في

ذرية إسماعيل من النبوة , فما يؤمن أن يكون هذا هو ذاك الرجل, ليس لي في أمر

النبوة رأي , ولو كان في أمر من أمور الدنيا لأشرت عليك فيه برأيي واجتهدت لك ,

فقال الأسقف: تنح فاجلس, فتنحى شرحبيل فجلس ناحية

فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له عبد الله بن شرحبيل, وهو من ذي أصبح

من حمير, فأقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل , فقال له

الأسقف : تنح فاجلس

فتنحى عبد الله فجلس ناحية , فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له جبار بن

فيض من بني الحارث بن كعب أحد بني الحماس, فأقرأه الكتاب, وسأله عن الرأي فيه؟

فقال له مثل قول شرحبيل وعبد الله, فأمره الأسقف , فتنحى فجلس ناحية

فلما اجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعاً, أمر الأسقف بالناقوس فضرب به,

ورفعت النيران والمسوح في الصوامع, وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا بالنهار, وإذا

كان فزعهم ليلاً ضربوا بالناقوس ورفعت النيران في الصوامع , فاجتمعوا حين ضرب

بالناقوس ورفعت المسوح, أهل الوادي أعلاه وأسفله. وطول الوادي مسيرة يوم للراكب

السريع, وفيه ثلاث وسبعون قرية وعشرون ومائة ألف مقاتل, فقرأ عليهم كتاب رسول

الله صلى الله عليه وسلم, وسألهم عن الرأي فيه, فاجتمع رأي أهل الرأي منهم على

أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل الأصبحي وجبار بن فيض

الحارثي, فيأتونهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

فانطلق الوفد حتى إذا كانوا بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم, ولبسوا حللاً لهم

يجرونها من حبرة وخواتيم الذهب, ثم انطلقوا حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه

وسلم فسلموا عليه, فلم يرد عليهم, وتصدوا لكلامه نهاراً طويلاً, فلم يكلمهم

وعليهم تلك الحلل وخواتيم الذهب

فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف, وكانا معرفة لهم, فوجدوهما

في ناس من المهاجرين والأنصار في مجلس, فقالوا: يا عثمان ويا عبد الرحمن, إن

نبيكم كتب إلينا كتاباً فأقبلنا مجيبين له, فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد

سلامنا, وتصدينا لكلامه نهاراً طويلاً, فأعيانا أن يكلمنا, فما الرأي منكما,

أترون أن نرجع؟ فقالا لعلي بن أبي طالب وهو في القوم : ما ترى يا أبا الحسن في

هؤلاء القوم؟

فقال علي لعثمان وعبد الرحمن : أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم, ويلبسوا ثياب

سفرهم ثم يعودون إليه, ففعلوا

فسلموا عليه فرد سلامهم, ثم قال صلى الله عليه وسلم : «والذي بعثني بالحق, لقد

أتوني المرة الأولى وإن إبليس لمعهم».

ثم سألهم, فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول في عيسى, فإنا نرجع

إلى قومنا ونحن نصارى, يسرنا إن كنت نبياً أن نسمع ما تقول فيه؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما عندي فيه شيء يومي هذا , فأقيموا حتى

أخبركم بما يقول لي ربي في عيسى» فأصبح الغد وقد أنزل الله هذه الاَية {إِنَّ

مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ

لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ *

فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ

تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ

وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى

الْكَاذِبِينَ *(آل عمران) } فأبوا أن يقروا بذلك.

فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر, أقبل

مشتملاً على الحسن والحسين في خميل له, وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة, وله

يومئذ عدة نسوة,

فقال شرحبيل لصاحبيه: لقد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا

ولم يصدروا إلا عن رأيي , وإني والله أرى أمراً ثقيلاً, والله لئن كان هذا

الرجل ملكاً مبعوثاً فكنا أول العرب طعناً في عينيه ورداً عليه أمره , لا يذهب

لنا من صدره ولا من صدور أصحابه حتى يصيبونا بجائحة, وإنا لأدنى العرب منهم

جواراً, ولئن كان هذا الرجل نبياً مرسلاً فلاعنّاه , لا يبقى منا على وجه الأرض

شعر ولا ظفر إلا هلك

فقال له صاحباه: فما الرأي يا أبا مريم؟ فقال: أرى أن أحكمه, فإني أرى رجلاً لا

يحكم شططاً أبداً, فقالا: له: أنت وذاك, قال: فلقي شرحبيل رسول الله صلى الله

عليه وسلم, فقال له : إني قد رأيت خيراً من ملاعنتك. فقال: وما هو؟ فقال: حكمك

اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح, فمهما حكمت فينا فهو جائز…..

 

وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المكي ,

حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دينار, عن داود بن أبي هند, عن الشعبي , عن

جابر, قال:

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب, فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه

على أن يلاعناه الغداة , قال: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأخذ بيد

علي وفاطمة والحسن والحسين, ثم أرسل إليهما, فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج,

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق لو قالا: لا,

لأمطر عليهم الوادي ناراً»

قال جابر, وفيهم نزلت {ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}

قال جابر {أنفسنا وأنفسكم} رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب

{وأبناءنا} الحسن والحسين {ونساءنا} فاطمة. وهكذا رواه الحاكم في مستدركه عن

علي بن عيسى, عن أحمد بن محمد الأزهري, عن علي بن حجر, عن علي بن مسهر, عن داود

بن أبي هند به بمعناه, ثم قال: صحيح على شرط مسلم, ولم يخرجاه …... اهـ

 

 

وجاء في شأن هذا الحوار  قوله تعالى في حقيقة الدين  من سورة آل عمران : (إِنَّ

الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ

الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن

يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإنْ

حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل

لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ

أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ

الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)

وجاء قوله تعالى في قضية " المحبة " المثارة نصرانيا " الله محبة " : (  قُلْ

إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ

لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ

وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)

{ لاحظ مناسبة ختام الآية لشعارهم :  " الله محبة " ، ثم قارن بين شعار المحبة

هذا .. ، وشعار الرحمة في الإسلام " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ..}

ثم تعرضت السورة لمعجزات سيدنا عيسى عليه السلام فنسبتها لإذن الله بقوله تعالى

: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن

رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ

فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ

والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا

تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً

لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49)

وجاء في قضية الرسالات السابقة :  ( وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ

التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم

بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللّهَ

رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا

أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ

الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا

مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ

فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)

 

 

وجاء في قضية كيف خُلق عيسى

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ

قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن

الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ

الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا

وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ

اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)

 

وهنا ينتقل الحوار القرآني إلى المباهلة التي ذكرنا ما جاء فيها في كتب الحديث

والسيرة والتفسير :

وانتهى الحوار إلى امتناع وفد نجران عن المباهلة كما رأينا وتفضيلهم الجزية

عليها !! وما أهون المباهلة عند من كان على يقين .

وفي هذا الهروب من الملاعنة  مالا يمكن تفسيره بغير غاشية عارمة من غواشي

النفاق

وإذا كان النفاق  هو الجمع بين موقفين متناقضين مع إخفاء أحدهما وإظهار الآخر

أمام الناس ، وربما مع محاولة التوفيق بينهما : تعسفيا بالاعتقاد ،  أو تبريرا

بالفلسفة والسفسطة فإن الدرجة الأعمق منه تلك التي تصل إلى نفاق الذات مع الذات

، عندما يتشعب في أعماق النفس ويصبح  نفاقا مركبا ، مما يمكن أن نسميه النفاق

الذاتي

وقد تمثل نموذج هذا النفاق المركب في هرب الوفد  من المباهلة : وهي نفاقية دخلت

  كما هو واضح إلى عمق أعماق النفس : إذ كيف يقبلون الجزية ويرفضون المباهلة لو

أنهم صدقوا مع أنفسهم فيما يعتقدون :

إنه النفاق الذي  من مظاهره العملية  طبقا لقوله صلى الله عليه وسلم " آية

المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر ) وفي رواية " ..

وإذا اؤتمن خان" !

ولقد امتد هذا النفاق الذي لتجذره فيهم صار ظاهرة كأنها الطبيعة الكونية فيما

أصبحنا نسميه اليوم " ازدواجية المعايير "

وهو ناشب أظفاره في عمق فلسفتهم الدنيوية فيما يسمى البراجماتية التي وضع

أركانها الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس

فعنده أن المنفعة أو بالأحرى " المصلحة الدنيوية " هي الحق فالبحث يأتي أولا عن

المنفعة الدنيوية فإذا تم التعرف عليها كانت هي الحق ، بينما في المذاهب

العقلية المثالية : الحق هو الحق في ذاته ، والخير هو الخير في ذاته ، والجمال

هو الجمال في ذاته

وامتد هذا النفاق إلى اليوم في موقف المسيحية اليهودية : المسيصهيونية  من

اليهود واتخاذهم بطانة في حربهم للإسلام

إذ كيف يكون ذلك كذلك وهم من هم في موقفهم من المسيح وتكذيبه ، وذمهم له وسبهم

إياه ،.. اللهم إلا أن يكون الأمر على سبيل النفاق الذاتي

إن النفاقية الازدواجية التي صارت شريحة من عمق ذاتهم نجدها في قرارات مجلس

الأمن ..

في أسلحة الدمار الشامل التي يستعملونها في هيروشما ونجازاكي ويهددون

باستعمالها ضد من يقتنيها أو يحاول

في موقفهم من  المقاومة الفلسطينية والعراقية .. وتجويع شعبيهما ثم العطف على

كلبة أو قطة قيل إنها ولدت في حجرة الرئيس كلينتون ، فاستُبعد  الرئيس من

الحجرة إلى أن تمت الولادة والنفاس .. إلخ

كذلك : موقفهم الزائف أصلا من حقوق الإنسان إذ كيف يمكن الجمع بينه وبين فلسفة

التطور والصراع والتقدم .

موقفهم من المرأة : زعموا أنهم يستحدثون لها حقوقا وهم كما أثبتت التجربة

يجعلونها سوقا للمتعة والتجارة والربح وانتهاب الطبقة العاملة  .. إلخ

يحظرون سرقة ثوب ويتجاوزون عن سرقة حقول النفط

يستمسكون بقواعد الإتيكيت فلا يفتح أحدهم خزينة ملابسه دون استئذان زوجه بينما

يفتحون خزائن العالم الثالث لينهبوها دون استئذان

ويخترعون مالا يحصى من المنتجات الصناعية لخير البشرية !! بينما ينتجون أدوات

التدمير النووية والفراغية والنيوترينية تلك التي تقضي على الإنسان وتبقي على

الأبنية – جريدة الخليج 15\10\1995

يشتهرون دعائيا بالصدق بينما يسرقون عبقريات غيرهم وينسبونها لأنفسهم – جريدة

الخليج 12\12\1995

– ويحاكمون رئيسا على الكذب  - كما في حالة كلينتنون - لكنهم لا يبالون بكذبه >

في علاقته بزوجته وعشيقته .

يكذبون لا على الله فحسب ولكن  على أنفسهم  أيضا في قولهم " أعط ما لقيصر لقيصر

وما لله لله .. " لكي يبرروا علمانيتهم ،  وكيف يكون نسبة هذا المبدأ إلى

المسيح مقبولا في عقل صادق مع نفسه  إلا أن تكون هذه الكلمة تحديا لأفهامهم

الملتوية المتقاعسة عن معرفة بديهية هي أن كل شيء هو لله ، وأنه ليس لقيصر شيء

أمام الله ، وكأنه يقول لهم : " إن كان لقيصر شيء فليعطوه إياه

إن العلمانية إذ تقوم بعد ذلك على ذاك المفهوم السطحي إنما تجمع بين النقائض

على أسلوب النفاق الذاتي

يعيروننا وأذنابهم بالتخلف العلمي والتقني ولكنهم يحبسون عنا هذا التقدم

باعتباره أسرارا عسكرية ، وعندما يحصل شعب مسلم على قدر ملحوظ منه – النموذج

العراقي ، والإيراني – تقوم القيامة لوأد هذا الشعب واغتيال علمائه في الشوارع

..

يعايروننا بأنظمة الحكم الاستبدادية ويبادرون إلى مساندتها عند أول بادرة خطر

تمس مصالحهم المضمونة بهذه الحكومات .

ينادون بحرية المرأة بينما يصادرون حرية الرجل

إن النفاقية الازدواجية التي صارت شريحة من عمق ذاتهم هي ما نجدها في أسلحة

الدمار الشامل التي يستعملونها في هيروشما ونجازاكي ويهددون باستعمالها ضد من

يقتنيها أو يحاول

إن النفاقية الازدواجية التي صارت شريحة من عمق ذاتهم وصميم شخصيتهم هي في صميم

عقائدهم ومناهج تفكيرهم

إنهم يتباهون بنفاقيتهم و ازدواجيتهم ويسمونها : العقلية التركيبية للجنس الآري

في مقابل العقلية الأحادية  للجنس السامي !!

ازدواجية شاملة في ثقافة الغرب الشاملة

ازدواجية المتناقضات الجامعة في بوتقة واحدة – ياللعجب - بين المسيحية

والإباحية والعلمانية والإلحادية والصهيونية والماركسية .

. ولذلك كانت علامة الدين الحق : الاستقامة والاتباع لكلمة الله ( اهدِنَا

الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ

المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) ) سورة الفاتحة

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ

أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ

وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64)

فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ

بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ

وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) ) النساء

 

أليس من الاستقامة ونحن ندعو إلى الحوار أن نقتدي فيه بسنة الرسول صلى الله

عليه وسلم : حوارهادئ   ولكن مع المباهلة ؟!

حوار سلمي ولكن مع استحضار حقائق القرآن إذ يعلمنا الاستقامة والمكاشفة

والتسليم للخالق الواحد الأحد في حواره مع القوم ؟!

وقد جاءت آيات المكاشفة هذه بخصوص القوم في آيات شديدة الوضوح لا تحتاج لتأويل

أو تفسير في صدر سورة   آل عمران : ( ألم (1 اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ

الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً

لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) ) مِن قَبْلُ

هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ

اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4) )

وامتدت فيها إلى قوله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في

الآخرة من الخاسرين ، كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول

حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ، أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة

الله ، والملائكة والناس أجمعين ، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم

ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) الآية 89

وفي سورة المائدة في قوله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى

شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم

مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن

رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

(68) . ) وامتدت فيها إلى قوله تعالى : ) (  وَالَّذِينَ كَفَرُواْ

وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86) اهـ المائدة

وفي سورة مريم  : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ

جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ

وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا

لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا

(92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ

عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) فَإِنَّمَا

يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ

قَوْمًا لُّدًّا (97)وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ

مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)

 

أليس من الاستقامة والمكاشفة والمسالمة والمحبة والرحمة ونحن ندعو إلى الحوار

أن نقتدي فيه بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم : حوار ولكن … مع المباهلة ؟!

حوار ولكن مع حقائق القرآن في حواره مع القوم ؟!

أم ترى أن الخطاب الديني الذي يجري تحديثه بمعرفة الأمريكان والعلمانيين وكتاب

المارينز لا يضمر محبة ولا رحمة ولاسلما في تعامله مع هذه الحقائق وهذه الآيات

؟؟ وهل يملكون ؟ وهل ينجحون ؟

الله أعلم